للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: «كنا مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في بعض أسفاره فكلمت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فسكت، ثم كلمته فسكت، فحركت راحلتي، فتنحيت فقلت: ثكلتك «١» أمك يا ابن الخطّاب نزرت «٢» رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثلاث مرات، كل ذلك لا يكلمك ما أخلقك أن ينزل فيك قرآن! فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ «٣» فجئت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: يا ابن الخطّاب لقد أنزل الله «٤» عليّ هذه الليلة سورة ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً «٥»».

والحديثان صحيحان، ومعنى نزرت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لححت عليه، يقال: فلان لا يعطى حتى ينزر، اي يلح عليه «٦».

وقال المسور بن مخرمة «٧»: نزلت بين مكة والمدينة «٨».


راجع: الكنى والأسماء للإمام مسلم: ١/ ٢٠٠، وصفة الصفوة: ١/ ٢٦٨ وتاريخ الثقات للعجلي ٣٥٦، والتقريب: ٢/ ٥٤، وقد كتب في سيرته ومناقبه مؤلفات أنظرها في: الأعلام للزركلي: ٥/ ٤٥.
(١) الثكل: الموت والهلاك، ويستعمل في فقدان المرأة ولدها، اللسان: ١١/ ٨٨، وهي كلمة تقولها العرب للإنكار ولا تريد حقيقتها.
الفتح: ٧/ ٤٤٦، ٨/ ٥٨٣.
(٢) نزرت- بفتح النون وبالزاي بعدها راء- بالتخفيف والتثقيل، والتخفيف أشهر، والنزر: الإلحاح في السؤال، وكأنه عليه الصلاة والسلام أدب عمر رضي الله عنه بالسكوت عن جوابه حينما ألحّ عليه.
راجع اللسان ٥/ ٢٠٣، وفتح الباري ٧/ ٤٥٣، وتحفة الأحوذي: ٩/ ١٤٨.
(٣) في الترمذي: يصرخ بي قال فجئت: ٩/ ١٤٨.
(٤) لفظ الجلالة ليس في الترمذي، ولا في بقية النسخ.
(٥) أنظر: صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن ٦/ ١٠٤، باب فضل سورة الفتح، و ٥/ ٦٧ كتاب المغازي باب غزوة الحديبية و ٦/ ٤٣ كتاب التفسير باب إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً، وسنن الترمذي ٩/ ١٤٧، في التفسير، باب ومن سورة الفتح، والموطأ كتاب الرقائق باب فضل إِنَّا فَتَحْنا لَكَ ... ٢/ ٤٣٣.
(٦) راجع كذلك اللسان ٥/ ٢٠٣، والقاموس المحيط: ٢/ ١٤٦.
(٧) المسور بن مخرمة بن نوفل .. الزهري، له ولأبيه صحبة، ت ٦٤ هـ التقريب: ٢/ ٢٤٩، وصفة الصفوة: ١/ ٧٧٢.
(٨) أنظر المستدرك للحاكم ٢/ ٤٥٩ كتاب التفسير، وسيرة ابن هشام: ٢/ ٣٢٠، والدر المنثور:
٧/ ٥٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>