للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عطاء بن أبي مسلم: ثم نزلت.

٢٧ - سورة المائدة. ٢٨ - ثم سورة التوبة «١».

وعن ابن عباس «٢» رحمه الله «٣»: «أول شيء نزل من سورة التوبة لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ «٤» ثم أنزلت السورة كلها بعد ذلك» «٥».

فخرج النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى تبوك «٦»، وتلك آخر غزوة غزاها النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقيل: آخر ما أنزل عليه صلّى الله عليه وآله وسلّم وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ «٧» «٨».


(١) القول بأن آخر سورة نزلت سورة «براءة» ذكره البخاري ٥/ ١٨٥، كتاب التفسير، باب يستفتونك، وباب قوله: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ٥/ ٢٠٢ وذكره مسلم في كتاب الفرائض ١١/ ٥٨، كلاهما عن البراء بن عازب. وذكر الواحدي في كتابه أسباب النزول ص ٧ بسنده:
« ... آخر سورة نزلت في المدينة براءة، اه».
والمراد- لا شك بعضها أو معظمها، لأن غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزواته صلّى الله عليه وآله وسلّم. أنظر فتح الباري ٨/ ٣١٦، وفي البرهان للزركشي ١/ ١٩٤؛ ثم التوبة، ثم المائدة، ومنهم من يقدم المائدة على التوبة، وقرأ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم المائدة في خطبة حجة الوداع وقال: «يا أيها الناس إنّ آخر القرآن نزولا سورة المائدة، فأحلّوا حلالها وحرّموا حرامها» اه.
ذكره ابن كثير في تفسيره ٢/ ٢ موقوفا على عائشة رضي الله عنها، وكذلك السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣، وفي الاتقان ١/ ٧٩.
(٢) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي أبو العباس، حبر الأمة الصحابي الجليل، ولد بمكة في السنة الثالثة قبل الهجرة، ونشأ في بدء عصر النبوة، فلازم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكف بصره في آخر عمره، فسكن الطائف وتوفي بها سنة ٦٨ هـ.
أنظر صفة الصفوة ١/ ٧٤٦، ومعرفة القراء الكبار ١/ ٤٥، والإصابة ٦/ ١٣٠، والأعلام: ٤/ ٩٥.
(٣) في د، ظ: رضي الله عنهما، وهي أليق. وهكذا يقال في كل ما يماثله.
(٤) التوبة (٢٥).
(٥) ذكره ابن الجوزي في تفسيره ٣/ ٣٨٨، وابن كثير ٢/ ٣٤٣، والسيوطي في الدر: ٤/ ١٥٨، والإتقان ١/ ٧٥، كلهم ذكروه موقوفا على تلميذ ابن عباس مجاهد.
(٦) كانت في شهر رجب سنة تسع، وكانت في زمن عسرة من الناس، وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار، والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، وكان عليه الصلاة والسلام قلّما يخرج في غزوة إلّا كنّى عنها، وورى بغيرها، إلّا ما كان من غزوة تبوك لبعد الشقة وشدة الزمان. راجع خبر هذه الغزوة في سيرة ابن هشام ٢/ ٥١٥، والبداية والنهاية لابن كثير ٥/ ٣، المجلد الثالث، وزاد المعاد ٣/ ٥٢٦.
(٧) البقرة (٢٨١).
(٨) ذكره الطبري بأسانيده من عدة طرق عن ابن عباس ٣/ ١١٤، وذكره الواحدي بإسناده الى

<<  <  ج: ص:  >  >>