للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطول شيء) «١»، يريد أن سورة الحجر نزلت قبل البقرة وآل عمران والنساء والمائدة «٢».

وقال أبو ميسرة «٣»: (أول ما أقرأ جبريل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فاتحة الكتاب إلى آخرها «٤») اه.


(١) ذكره الطبري بإسناده إلى أبي العالية ١٤/ ٥٥، وأنظر: روح المعاني ١٤/ ٧٨.
يقول ابن حجر: ٨/ ١٥٨:- عند شرحه لحديث أبي سعيد بن المعلى (كنت أصلي في المسجد ... ) إلى أن قال: (ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟) قال: «الحمد لله رب العالمين» هي «السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته» يقول ابن حجر: وفي هذا تصريح بأن المراد بقوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي هي الفاتحة اه.
ويقول عند تفسير هذه الآية: وقد روى الطبري بإسنادين جيدين عن عمر ثم عن علي قال:
السبع المثاني فاتحة الكتاب ...
وبإسناد حسن عن ابن عباس كذلك، ومن طريق جماعة من التابعين اه. ٨/ ٣٨٢، وراجع الطبري ١٤/ ٥٤.
وهناك قول آخر مشهور أيضا عن ابن عباس بأن المراد بالسبع المثاني السبع الطول، روى ذلك عنه بإسناد قوي كما يقول ابن حجر ٨/ ٣٨٢، ولا مانع- كما يقول ابن كثير ٢/ ٥٥٧، من وصف غير الفاتحة بالسبع المثاني اه.
يقول الألوسي- ما ملخصه؛ وقد لهج الناس بالاستدلال على مكيتها بآية الحجر، وهي مكية لنص العلماء والرواية عن ابن عباس، والأقوى: الاستدلال بالنقل عن الصحابة الذين شاهدوا الوحي والتنزيل، لأن ذلك موقوف أولا على تفسير السبع المثاني بالفاتحة،- وهو وإن كان صحيحا ثابتا في الأحاديث-، إلّا أنه قد صح أيضا عن ابن عباس وغيره تفسيرها بالسبع الطوال.
ولا مانع أن يمنّ الله بالشيء قبل ايتائه، مع أن الله قد امتن عليه صلّى الله عليه وآله وسلّم بأمور قبل ايتائه إياها ..
روح المعاني ١/ ٣٣، وراجع ١٤/ ٧٨، من نفس المصدر، أما القرطبي فقد أجاب عن هذا بأن الله تعالى أنزله الى سماء الدنيا ثم أنزله نجوما أنظر تفسيره ١٠/ ٥٥.
(٢) تفسير السخاوي لقول أبي العالية فيه اختصار، وإلّا فالسبع الطول تبدأ من (البقرة) وتنتهي الى آخر (الأعراف) ثم (براءة) وقيل (يونس) على خلاف في ذلك.
راجع القرطبي ١٠/ ٥٤، وابن كثير ٢/ ٥٥٧، وفتح الباري ٨/ ٣٨٢ والجمل على الجلالين ٢/ ٥٥٤.
(٣) أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي ثقة عابد، ت: ٦٣ هـ الكنى والاسماء للإمام مسلم ٢/ ٨٢٤، والجرح والتعديل: ٦/ ٢٣٧ والتقريب ٢/ ٧٢، وصفة الصفوة ٣/ ٣٢.
(٤) هذا هو القول الثالث من الأقوال التي قيلت في أول ما نزل من القرآن وقد تقدم القول بأن أول ما نزل على الاطلاق صدر سورة العلق. يقول الزمخشري،- عند أول تفسيره للفاتحة، ولماذا قدم الاسم على الفعل في التسمية وأخر عند الأمر بالقراءة؟ يقول: هناك تقديم الفعل أوقع، لأنها أول سورة نزلت فكان الأمر بالقراءة أهم. اه ١/ ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>