ولعل المؤلف- رحمه الله- اقتبس هذا من قوله تعالى فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ* مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ* بِأَيْدِي سَفَرَةٍ عبس (١٣ - ١٥). فقد ذكر المفسّرون هنا أن السفرة هم الكتبة من الملائكة- عليهم السلام- فانهم ينسخون الكتب من اللوح المحفوظ، ونسبوا ذلك إلى ابن عباس وتلميذه مجاهد وغيرهما. راجع في هذا تفسير الطبري ٣٠/ ٥٤ والزمخشري ٤/ ٢١٨، والفخر الرازي ٣١/ ٥٨، وأبي حيان ٨/ ٤٢٨، وابن كثير ٤/ ٤٧١، والألوسي ٣٠/ ٥٣. وإضافة إلى ذلك فإني أسوق كلام السيوطي في الإتقان ١/ ١٢٧ وهو قريب من كلام المؤلف حيث يقول: وفي تفسير علي بن سهل النيسابوري: قال جماعة من العلماء: نزل القرآن جملة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى بيت يقال له: بيت العزة، فحفظه جبريل، وغشي على أهل السموات من هيبة كلام الله، فمر بهم جبريل وقد أفاقوا، فقال: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق- يعني القرآن- وهو معنى قوله حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ الآية ٢٣ من سورة سبأ. فأتى به جبريل إلى بيت العزّة، فأملاه على السفرة الكتبة- يعني الملائكة- وهو معنى قوله تعالى بِأَيْدِي سَفَرَةٍ* كِرامٍ بَرَرَةٍ. اه. وراجع نحوه في الفتوحات الإلهية للجمل ٤/ ٤٨٨. (٢) يقول السيوطي: ومن هذا يفهم أن سائر الكتب أنزلت جملة، وهو مشهور كلام العلماء وعلى ألسنتهم، حتى كاد يكون إجماعا .. اه. انظر الإتقان ١/ ١٢٢، وراجع مناهل العرفان ١/ ٥٣. وعبارة المؤلف تفيد القصر على إنزال التوراة جملة، بينما الصحيح أن كل الكتب السابقة نزلت دفعة واحدة، وفي مقدمتها التوراة والإنجيل راجع الكشاف ١/ ٤١١، ومفاتيح الغيب ٨/ ١٥٧، والجامع لأحكام القرآن ٤/ ٥، وروح المعاني ٣/ ٧٦. (٣) أي مفرقا بحسب الوقائع في مدة نبوّته صلّى الله عليه وآله وسلّم. قال ابن منظور: وجاء في التفسير أنّ النجم نزول القرآن نجما بعد نجم انظر: اللسان ١٢/ ٥٦٩، ٥٧٠. (٤) نقل هذا عن السخاوي: السيوطي بنوع من الاختصار، انظر الإتقان ١/ ١١٩. قال الزركشي في البرهان: ١/ ٢٣٠ فإن قلت: ما السر في إنزاله جملة إلى سماء الدنيا؟ قيل: فيه