للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: قوله عزّ وجلّ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ أخبار عن القرآن، أفما «١» هذه السورة مما أنزل في ليلة القدر؟.

قلت: هي مما أنزل في تلك الليلة «٢» كما أنزل فيها إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ..

[الحجر: ٩] وإِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ [الدخان: ٣]، وكما قال تعالى إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء: ٩]، وَهذا ذِكْرٌ «٣» مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ [الأنبياء: ٥].

حدّثنا الغزنوي بإسناده المتقدم «٤» إلى أبي عيسى الترمذي رحمه الله نبأ ابن ابي (عمرو) «٥» نبأ سفيان عن عبدة بن أبي لبابة «٦» وعاصم «٧» سمعا زر بن حبيش «٨» يقول:


(١) في ظ (فما) بدون همز.
(٢) ذكر نحوه الزركشي في البرهان ١/ ٢٣٠.
وكذلك السيوطي في الإتقان ١/ ١٢٠ وعزاه إلى أبي شامة تلميذ السخاوي.
(٣) في كل النسخ: (وهذا كتاب مبارك ... ) ولا يوجد نص قرآني بهذا اللفظ والله أعلم.
(٤) هو شيخه أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي عن عبد الملك بن أبي القاسم الهروي عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي عن ابي عيسى الترمذي، وقد تقدمت ترجمتهم عند الحديث عن ترتيب السور المكّيّة حسب نزولها.
(٥) هكذا في الأصل ابن أبي عمرو، وفي بقية النسخ: ابن أبي عمر، وكذلك هو في سنن الترمذي وصحيح مسلم.
واسمه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، نزيل مكة، كان ملازما لسفيان بن عيينة، وهو صدوق، لكن فيه غفلة، توفي سنة ٢٤٣ هـ.
انظر: الجرح والتعديل ٨/ ١٢٤ والتقريب ٢/ ٢١٨، والرسالة المستطرفة ٥٠ والأعلام ٧/ ١٣٥.
(٦) هو عبدة بن أبي لبابة الأسدي أبو القاسم، فقيه ثقة. انظر الكنى والأسماء للإمام مسلم ٢/ ٦٨٨، وتاريخ الثقات ٣١٥، وصفة الصفوة ٣/ ١١٠، ومشاهير علماء الأمصار ١١٦، والتقريب ١/ ٥٠٣.
(٧) عاصم بن أبي النّجود- بفتح النون المشددة- الكوفي الأسدي، واسم أبيه بهدلة على الصحيح. كما يقول الذهبي، وهو أحد القراء السبعة المشهورين، ومن التابعين الثقات في القراءة، ت سنة ١٢٧ هـ انظر معرفة القراء الكبار للذهبي ١/ ٨٨، والميزان ٢/ ٣٥٧، ومشاهير علماء الأمصار ص ١٦٥، والتبصرة في القراءات السبع لمكي بن أبي طالب ص ١١، والأعلام للزركلي ٣/ ٢٤٨.
(٨) زر بن حبيش بن حباشة بن أوس الأسدي التابعي أدرك الجاهلية والإسلام، ولم ير النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، كان عالما بالقرآن فاضلا سكن الكوفة، وعاش ١٢٠، توفي سنة ٨٣ هـ.
انظر الجرح والتعديل ٣/ ٦٢٢، وصفة الصفوة ٣/ ٣١، والكنى والأسماء ٢/ ٧٦٩، والتقريب ١/ ٢٥٩، والأعلام ٣/ ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>