للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأما قوله عزّ وجلّ وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ [الزمر: ٢٧، ٢٨] فقال أبو علي: (قرآنا) حال من القرآن في أول الآية «١»، قال: ولا يمتنع أن يتنكر ما جرى في كلامهم معرفة من نحو هذا. قال:

ومن ثم اختار «٢» الخليل (في) «٣» قولهم: يا هند! هند بين خلب «٤» وكبد. أن يكون المعنى: يا هند أنت هند بين خلب وكبد «٥» فجعله نكرة لوصفه له بالظرف «٦».

قال «٧»: ومثل ذلك قوله: علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم «٨» ...

وأما قوله عزّ وجلّ: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ [الإسراء: ١٠٦].


قال ابن عقيل: ٢/ ٣٣٠ «اي كذلك يمنع الاسم من الصرف إذا كان علما، وفيه ألف ونون زائدتان للعلمية والزيادة» اه باختصار. وانظر الدر المصون للسمين ٢/ ٢٨٠ ت. د/ أحمد الخراط. وهنا ينشأ سؤال: إذا كان حقه أن لا ينصرف لانطباق الشرطين عليه فلماذا صرف؟.
والظاهر أن استحضار المصدرية واغفال شأن العلمية اللاحقة كان السبب في صرفها، حيث انّ اللفظة مصدر (قرأ) ثم طرأ عليها العلمية.
(١) انظر اعراب القرآن للنحاس ٢/ ٨١٧، قال ابن جزي: ٣/ ١٩٤، (قرآنا عربيا) نصب على الحال، أو بفعل مضمر على المدح. اه وراجع تفسير أبي حيان ٧/ ٤٢٤ وإملاء ما من به الرحمن للعكبري ٤/ ٢٦٥ على هامش الفتوحات الإلهية، والكشاف للزمخشري ٣/ ٣٩٦.
(٢) في ظق: أجاز، وكذلك في المسائل الحلبيات. وفي «د» اختار وتحتها بخط أصغر «أجاز».
(٣) في بقية النسخ: في قولهم. وهي أليق بالسياق.
(٤) الخلب- بكسر فسكون- لحيمة رقيقة تصل بين الأضلاع، أو حجاب ما بين القلب والكبد. انظر:
اللسان (خلب) ١/ ٣٦٤، والقاموس ١/ ٦٥.
(٥) من قوله: أن يكون المعنى إلى هنا ساقط من د، ظ.
(٦) الشاهد فيه رفع (هند) الثانية على أنها خبر لمبتدإ محذوف، وتقديرها نكرة موصوفة بما بعدها، والتقدير: أنت هند مستقرة بين خلب وكبد. ويجوز ان تجعلها معرفة على أصلها مقطوعة ايضا عما قبلها كأنه قال: هند هذه المذكورة بين خلبي وكبدي مستقرة.
انظر: الكتاب لسيبويه ٢/ ٢٣٩ بتحقيق عبد السلام هارون، والمسائل الحلبيات ص ٢٩٨، وشرح أبيات سيبويه للسيرافي ١/ ٥١٩ رقم البيت ٢٧٩.
(٧) أي أبو علي الفارسي في المسائل الحلبيات ص ٢٩٨.
(٨) هذا شطر بيت، تمامه: ... بأبيض ماضي الشفرتين يماني وهو لرجل من طيء، ولم أقف على من نص على اسمه، والشاهد فيه: أن العلم قد يضاف إذا وقع فيه اشتراك لفظي، وهو قليل.
انظر شرح جمل الزجاج ٢/ ٢٢١ لابن عصفور، وخزانة الأدب للبغدادي ٢/ ٢٢٤، وشرح شواهد المغنى ١٦٥ رقم الشاهد ٦٧. ويوم النقا: أي وقعة النقا، والنقا كما في اللسان (نقا) يقال للكثيب من الرمل المجتمع الأبيض الذي لا ينبت شيئا.

<<  <  ج: ص:  >  >>