للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي بن أبي طالب- رضوان الله عليه- فلما بلغت (الحواميم) قال لي أمير المؤمنين: (يا زر، قد بلغت عرائس القرآن) «١».

وقال بعض الأئمة من السلف «٢» - رضي الله عنهم-: في القرآن ميادين وبساتين ومقاصير «٣» وعرائس «٤». وديابيج «٥»، ورياض «٦»، فميادين القرآن: ما


قال ابن الجزري: أما صيغته فلم يختلف عن أحد ممن أثبته أنّ لفظه (الله أكبر) ولكن اختلف في الزيادة عليه، ثم ذكر من قال بالزيادة، وهي لفظة التهليل. النشر ٢/ ٤٢٩.
وحكى ابن كثير القولين دون عزو. انظر تفسيره ٤/ ٥٢١.
- وأما بالنسبة لابتدائه وانتهائه، فقال ابن الجزري: ما ملخصه- اختلف الراوون للتكبير في ابتدائه وانتهائه، بناء منهم على أن التكبير هو لأول السورة أو لآخرها، فروى جمهورهم التكبير من أول سورة أَلَمْ نَشْرَحْ أو من آخر سورة وَالضُّحى على خلاف بينهم في العبارة، ثم ذكر من قال بهذا ومن قال بذاك ..
وكذلك ذكر الخلاف هل يقف التكبير عند أول الناس أو في آخرها ثم يقرأ الفاتحة وخمس آيات من البقرة على العدد الكوفي، قيل بهذا وقيل بذاك انظر: النشر ٢/ ٤١٧.
هذه نبذة مما قاله العلماء حول حكم التكبير وسبب وروده وكيفيته حسب المقام، ومن أراد المزيد من التفصيل فليرجع إلى النشر في القراءات العشر لابن الجزري فقد خصص بابا للتكبير في آخر الكتاب اشتمل على ٣٥ صفحة.
وكان من ضمن الذين نقل عنهم ما يتعلق بموضع التكبير وحكمه في الصلاة: الإمام علم الدين السخاوي في شرحه للشاطبية. راجع النشر ٢/ ٤٢٣ وراجع كذلك الكلام على التكبير في البرهان ١/ ٤٧٢، والإتقان ١/ ٣١١.
(١) الذي يظهر أنّ وصف الحواميم بالعرائس موقوف على عليّ رضي الله عنه. وأما تسميتها بذلك فقد ذكرها الدارمي في سننه ٢/ ٤٥٨ ونقلها عنه القرطبي ١٥/ ٢٨٨، وذكرها أبو عبيد في فضائل القرآن: ١٨٧، ونقلها عنه ابن كثير ٤/ ٦٩، وانظر الدر المنثور ٧/ ٢٦٩، ولباب التأويل ٦/ ٧٣ وعلى هامشه معالم التنزيل.
(٢) نقل هذا القول عن السخاوي: السيوطي في الإتقان ١/ ١٦٣ بتصرف يسير. وانظر البرهان ١/ ٤٥٤.
(٣) مقاصير: جمع مقصورة، شبّهت بالدار إذا كانت واسعة محصّنة الحيطان فكل ناحية منها على حيالها مقصورة. اللسان (قصر).
(٤) كأنه شبه المسبحات فيما تحمله من معاني وآداب وتنزيه لله تعالى بالعروس ليلة زفافها.
(٥) ساق أبو عبيد في فضائل القرآن ١٨٧ بسنده إلى عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: «آل حم ديباج القرآن».
وفي اللسان (دبج) الديباج ضرب من الثياب، والجمع ديابيج، وسمّى ابن مسعود الحواميم «ديباج القرآن».
(٦) الرياض: جمع روضة، وهي الأرض ذات الخضرة، والبستان الحسن اللسان (روض).

<<  <  ج: ص:  >  >>