للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن جعفر الصادق «١» وأبي نهيك «٢»: أن ذلك سورة واحدة من غير فصل «٣»، ثم (أرأيت) وتسمّى سورة الدين وسورة الماعون، ثم «٤» (إنّا أعطيناك) وتسمّى سورة الكوثر، ثم (قل يا أيّها الكافرون) ويقال لها: الكافرون، ويقال: سورة الكافرين، ويقال لها أيضا: سورة العبادة، ثم سورة النصر، وتسمّى سورة التوديع «٥»، لما فيها من الإيماء إلى وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «٦»، ثم سورة (تبت) وتسمّى سورة المسد، ثم (قل هو الله أحد) وتسمّى سورة الإخلاص وسورة الأساس لاشتمالها على توحيد الله تعالى الذي هو أساس الدين «٧»، ثم سورة الفلق، ثم سورة الناس ويقال لهما: المعوذتان، والمشقشقتان «٨»، من قولهم: شقشق البعير إذا هدر، وشقشق العصفور وخطيب مشقشق، وخطيب ذو شقشقة، والشقشقة: التي يخرجها البعير من فيه إذا هاج كالرئة شبه الخطيب بالفحل «٩».

وهاتان سورتان من القرآن بإجماع الأمة، ويروى عن ابن مسعود أنه كان يحكمهما من المصاحف، ويقول: «لا تزيدوا «١٠» في كتاب الله ما ليس منه» «١١». فإن كان هذا


(١) جعفر بن محمد الباقر بن علي بن الحسين، الهاشمي القرشي أبو عبد الله الملقب ب «جعفر الصادق» سادس الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، كان من أجلاء التابعين (٨٠ - ١٤٨ هـ) صفة الصفوة ٢/ ١٦٨ والتقريب: ١/ ١٣٢، والأعلام ٢/ ١٢٦.
(٢) أبو نهيك- بفتح فكسر- وهناك كثير ممن يكنى بهذه الكنية. راجع الكنى والأسماء للإمام مسلم ٢/ ٨٤٩ وللدولابي ٢/ ١٤٢، والاستيعاب ١٢/ ١٦٤، والتقريب ٢/ ١٥، ٤٨٢، ولم أستطع الجزم بالمقصود هنا، إلّا أنني أميل إلى أنّه القاسم بن محمد الأسدي، روى عنه الثوري وغيره. كما في الكنى للإمام مسلم والدولابي. والله أعلم.
(٣) ونقل هذا عن السخاوي: السيوطي في الإتقان ١/ ١٨٦.
(٤) في بقية النسخ: ثم سورة إِنَّا أَعْطَيْناكَ.
(٥) راجع فتح الباري ٨/ ٧٣٦، وتفسير القرطبي ٢٠/ ٢٢٩، ٢٣٢. والإتقان ١/ ١٥٩.
(٦) وهذا ما فهمه ابن عباس رضي الله عنهما من هذه السورة فقد روى البخاري بسنده عن ابن عباس قال: «كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر ... إلى أن قال: هو أجل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أعلمه له، قال:
إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وذلك علامة أجلك- فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً، فقال عمر: ما أعلم منها إلّا ما تقول» فتح الباري ٨/ ٧٣٥.
(٧) في بقية النسخ: لاشتمالها على توحيد الله عزّ وجلّ وهو أساس .. إلخ.
(٨) انظر: تفسير القرطبي ٢٠/ ٢٥١ والإتقان ١/ ١٥٩.
(٩) انظر اللسان ١٠/ ١٨٥ (شقق) والقاموس المحيط ٣/ ٢٥٩، وغريب الحديث لأبي عبيد ٢/ ٥٣.
(١٠) في د، ظ: لا يزيدوا. تصحيف.
(١١) انظر مسند الإمام أحمد ٥/ ١٢٩، ١٣٠، والمصنف لابن أبي شيبة ١٠/ ٥٣٨، وتفسير ابن كثير ٤/ ٥٧١، والدر المنثور ٨/ ٦٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>