للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيحا «١» عنه فسببه أنّه رأى رسول «٢» الله صلّى الله عليه وسلّم يعوذ بهما سبطيه «٣» فظنّ أنهما «٤» عوذتان.

والمسلمون كلهم على خلاف ذلك «٥»، ومثل هذا ما حكي عن أبي أنه زاد في مصحفه سورتين: إحداهما تسمّى سورة الخلع «٦» وهي: (اللهم إنّا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك، ونؤمن بك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يهجرك)، وتسمّى الثانية سورة الحفد «٧» وهي:

(اللهم إيّاك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعي ونحفد، نرجوا «٨» رحمتك، ونخشى عذابك إنّ عذابك بالكفار ملحق) «٩» فهذا أيضا مما أجمع المسلمون على خلافه.


(١) قال ابن حجر في الفتح: ٨/ ٧٤٣ - بعد أن نقل إنكار هذه الرواية عن ابن مسعود- «الطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل بل الرواية صحيحة والتأويل محتمل» اه.
ثم أخذ يورد بعض التأويلات المحتملة لعمل ابن مسعود- رضي الله عنه- وراجع تفسير ابن كثير ٤/ ٥٧١ والدر المنثور ٨/ ٦٨٣، وروح المعاني ٣٠/ ٣٥٧، ومناهل العرفان ١/ ٢٧٥، وكلام الشيخ عبد القادر الأرناءوط في تعليقه على جامع الأصول ٢/ ٤٤٣.
(٢) في د، ظ: النبي صلّى الله عليه وسلّم.
(٣) أي الحسن والحسين- رضي الله عنهما-، لأنّ من معاني السبط ولد الولد، وهو أحد الأسباط، ويطلق على غير ذلك. انظر: اللسان «سبط» ٧/ ٣١٠.
(٤) في د: فظنهما. ثم كتب في الحاشية: في الأصل: فظن أنهما.
(٥) راجع مشكل القرآن وغريبه لابن قتيبة ٢/ ٢٢٢، وتفسير القرطبي ٢٠/ ٢٥١، والألوسي ٣٠/ ٣٥٧، والبرهان ١/ ٢٥١، وتفسير ابن عيينة ٣٤٩، وإعجاز القرآن للباقلاني ٢٩٢.
(٦) مأخوذ من قوله في الدعاء: (ونخلع ونترك من يهجرك).
وفي المصباح المنير مادة (خلع) ١٧٨.
وفي الدعاء: (ونخلع ونهجر من يكفرك) اه.
قال ابن منظور: (خلع الشيء) يخلعه خلعا: جرده.
اللسان (خلع) ٨/ ٧٦.
(٧) مأخوذ من قوله في الدعاء: (وإليك نسعى ونحفد). وفي المصباح المنير ١٤١ (حفد) حفد حفدا، من باب ضرب أي أسرع، وفي الدعاء (وإليك نسعى ونحفد) أي نسرع إلى الطاعة وانظر: اللسان ٣/ ١٥٣ (حفد) وغريب الحديث ٢/ ٩٦.
(٨) في ظ: ونرجوا.
(٩) راجع فضائل القرآن لأبي عبيد ٢٨٤، والبرهان ١/ ٢٥١، والإتقان ١/ ١٨٤، ١٨٥، والدر المنثور ٨/ ٦٩٥ آخر التفسير، والمغني لابن قدامة ٢/ ١٥٣، ومشكل القرآن ٢/ ٢٢٣، وإرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ٢/ ١٦٤، ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>