رابعا: ذكر ابن كثير أنّ الوفود جاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في العام التاسع، ومن بين هؤلاء الوفود: وفد بني حنيفة وكان مع وفد بني حنيفة مسيلمة الكذاب، وقد أعطاهم صلّى الله عليه وسلّم وأكرمهم، فأخبروه أنّ مسيلمة تأخر في رحالهم فأمر له بنصيبه وقال: «أما إنّه ليس بشركم مكانا» أي لحفظه شيعة أصحابه، وبعد عودته إلى اليمامة تفاقم أمره وادعى النبوة ... اه بتصرف البداية والنهاية ٥/ ٤٦. وراجع سيرة ابن هشام: ٢/ ٦٠٠، وفتح الباري: ٨/ ٨٩. (١) حيث أراد- كما يقول ابن كثير- أن يركّب من هذا الهذيان ما يعارض به القرآن انظر تفسيره ٤/ ٥٤٧، وراجع إعجاز القرآن للباقلاني ١٥٦ والبداية والنهاية ٦/ ٣٢٥، وثلاث رسائل في إعجاز القرآن ٥٦، ومناهل العرفان: ٢/ ٣٣٤. (٢) البقرة (٢٣). (٣) هود (٤٩). (٤) حرفت في د إلى (ربك). (٥) في ظ: يمعن. وكلاهما صحيح. (٦) القول بأنّ الضمير يعود على القرآن هو القول الراجح والأظهر. انظر تفسير ابن كثير ١/ ٥٩، وابن عطية: ١/ ١٩٤، والقرطبي ١/ ٢٣٢ وقد ذكر أبو حيان عدة أقوال ترجّح عود الضمير على القرآن منها: أ) أنّ الارتياب أولا إنّما جيء به منصبا على المنزّل، لا على المنزّل عليه، وإنّ كان الريب، في المنزّل ريبا في المنزّل عليه بالالتزام فكان عود الضمير عليه أولى. ب) أنّه قد جاء في نظير هذه الآية وهذا السياق قوله فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ البقرة: ٢٣] فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ هود (١٣). عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ الإسراء (٨٨). ج) اقتضاء ذلك كونهم عاجزين عن الإتيان سواء اجتمعوا أو انفردوا وسواء كانوا أميين أم كانوا غير أميين .. انظر تفسيره ١/ ١٠٤. (٧) يقول ابن كثير: «والتحدي بما اشتمل عليه من المعاني الصحيحة الكاملة يعم جميع أهل الأرض من الملّتين أهل الكتاب وغيرهم من عقلاء اليونان والهند والفرس والقبط وغيرهم من أصناف بني آدم في سائر الأقطار والأمصار» اه البداية والنهاية ٦/ ٧١.