للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قرأ معاوية قراءة ليّنة فرجّع «١»، ثم قال: لولا إني أخشى أن يجتمع الناس لقرأت ذلك اللحن «٢».

وكان عمر رضي الله عنه إذا رأى أبا موسى قال: (ذكرنا ربّنا يا با «٣» موسى فيقرأ عنده) قال أبو عثمان النهدي «٤»: (كان أبو موسى يصلّي بنا، فلو قلت: إني لم أسمع صوت صنج «٥» ولا صوت بربط «٦» أحسن من صوته) «٧».

قال أبو عبيد: ومعنى ذلك إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية «٨».


(١) أي ردد صوته بالقراءة، وقد ورد في رواية للبخاري: «كيف ترجيعه؟ قال: آ. آ. آثلاث مرات».
قال القرطبي: «وهو محمول على إشباع المد في موضعه، ويحتمل أن يكون حكاية صوته عند هز الراحلة، كما يعتري رافع صوته إذا كان راكبا من انضغاط صوته وتقطيعه لأجل هز المركوب، وإذا احتمل هذا فلا حجة فيه ... » اه انظر مقدمة تفسير القرطبي ١/ ١٦. وراجع فتح الباري ٨/ ٥٨٤ وفضائل القرآن لابن كثير ص ٤٧، وشرح النووي لمسلم ٦/ ٨٠.
(٢) رواه البخاري في كتاب التفسير باب «إنا فتحنا لك فتحا مبينا» ٦/ ٤٤، وفي كتاب التوحيد باب ذكر النبي صلّى الله عليه وسلم وروايته عن ربه ٨/ ٢١٣، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن ٦/ ٨١، وأبو عبيد في فضائله باب ما يستحب للقارئ من تحسين القرآن وتزيينه بصوته ص ٩٢، وأبو داود في كتاب الصلاة باب استحباب الترتيل في القراءة ٢/ ١٥٤ دون ذكر كلام معاوية بن قرة.
(٣) هكذا في الأصل وظق: يا با موسى. وفي بقية النسخ: يا أبا موسى وهو الصواب.
(٤) عبد الرحمن بن ملّ- بلام ثقيلة والميم مثلثة- أبو عثمان النهدي- بفتح النون وسكون الهاء- مشهور بكنيته، مخضرم من كبار الثانية، ثقة ثبت عابد، مات سنة ٩٥ هـ وقيل بعدها. التقريب ١/ ٤٩٩. وراجع الميزان ٤/ ٥٥٠، وصفة الصفوة ٣/ ٢٠٠، والكنى للإمام مسلم ١/ ٥٤٢، والإصابة ٧/ ٢٥٦ رقم ٦٣٧٥.
(٥) الصنج: بفتح المهملة وسكون النون بعدها جيم- هو آلة تتخذ من نحاس كالطبقين يضرب أحدهما بالآخر فتح الباري ٩/ ٩٣ وراجع اللسان ٢/ ٣١١ (صنج).
(٦) البربط:- بالموحدتين بينهما راء ساكنة ثم طاء مهملة بوزن جعفر- هو آلة تشبه العود، فارسي معرب المصدر نفسه، وراجع اللسان ٧/ ٢٥٨ (بربط).
(٧) ذكر هذين الأثرين عن عمر وأبي عثمان النهدي: أبو عبيد في فضائله ص ٩٦، ٩٧ ونقلهما عنه ابن كثير في فضائل القرآن ص ٣٥. وذكر أثر عمر- رضي الله عنه- الدارمي في سننه كتاب فضائل القرآن ٢/ ٤٧٢، ٤٧٣.
قال ابن حجر: وأخرج ابن أبي داود من طريق أبي عثمان النهدي قال: دخلت دار أبي موسى الأشعري فما سمعت صوت صنج .. وذكره قال: وسنده صحيح اه الفتح ٩/ ٩٣.
(٨) قال أبو عبيد: عند ذكره للأحاديث المرفوعة والموقوفة الدالة على استحباب تحسين الصوت بالقرآن-

<<  <  ج: ص:  >  >>