للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وثنا كثير بن هشام «١» عن جعفر بن برقان «٢» عن عبد الكريم الجزري «٣» عن عكرمة قال: (سئلت أسماء «٤» هل كان أحد من السلف يغشى عليه من الخوف؟ فقالت:

لا، ولكنهم كانوا يبكون) «٥».

قال: وثنا محمد بن كثير عن مخلد بن حسين «٦» عن هشام بن حسان، قال: قيل لعائشة رضي الله عنها: إن قوما إذا سمعوا القرآن: صعقوا فقالت: («إن القرآن أكرم من أن تنزف «٧» عنه عقول الرجال، ولكنه كما قال الله عزّ وجلّ: تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ») «٨» «٩».


وأورده القرطبي دون ذكر لأبي حازم، قال: قال سعيد بن عبد الرحمن الجمحي: مر ابن عمر ..
فذكره، وفي آخره: ثم قال- أي ابن عمر-: إن الشيطان يدخل في جوف أحدهم، ما كان هذا صنيع أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم التذكار في أفضل الأذكار الباب السادس والثلاثون ص ١٣٣.
(١) كثير بن هشام الكلابي أبو سهل، سكن بغداد، ثقة من السابعة، مات سنة ٢٠٧ هـ. التقريب ٢/ ١٣٤، والكنى والأسماء للإمام مسلم ١/ ٤٠٠، وتاريخ الثقات ٣٩٧.
(٢) جعفر بن برقان- بضم الموحدة وسكون الراء بعدها قاف- الكلابي: أبو عبد الله الرقي، صدوق يهم في حديث الزهري، من السابعة مات سنة ١٥٠ هـ وقيل بعدها. التقريب ١/ ١٢٩، والميزان ١/ ٤٠٣ وتاريخ الثقات: ٩٦.
(٣) عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد مولى بني أمية، ثقة، من السادسة مات سنة ١٢٧ هـ.
التقريب ١/ ٥١٦، وتاريخ الثقات: ٣٠٧.
(٤) أسماء بنت أبي بكر الصديق- زوج الزبير بن العوام- رضي الله عنهم، من كبار الصحابة عاشت مائة سنة، وماتت سنة ٧٣ هـ أو نحوها. التقريب ٢/ ٥٨٩، وراجع الإصابة ١٢/ ١١٤ رقم ٤٦ كتاب النساء.
(٥) أخرجه أبو عبيد في فضائله بسنده إلى عكرمة باب القارئ يصعق عند القراءة .. الخ ص ١٤٥.
وذكره القرطبي بلفظ أطول، انظر التذكار الباب ٣٦ ص ١٣٣ وذكره بنحوه السيوطي قال: أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: قلت لجدتي أسماء- رضي الله عنها-: كيف كان يصنع أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا قرءوا القرآن/ قالت:
كانوا كما نعتهم الله تعالى تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم، قلت: فإن ناسا هاهنا إذا سمعوا ذلك تأخذهم عليه غشية، فقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم اه. الدر المنثور ٧/ ٢٢٢.
(٦) مخلد- بفتح أوله وثالثه وسكون ثانيه- بن الحسن بن أبي زميل- مصغرا- نزيل بغداد، لا بأس به، من التاسعة. التقريب ٢/ ٢٣٤، وراجع الجرح والتعديل ٨/ ٣٤٩.
(٧) يقال: نزفه الدم والفرق: زال عقله. اللسان ٩/ ٣٢٦ (نزف).
(٨) الزمر (٢٣).
(٩) أخرجه أبو عبيد- كما قال المصنف- في فضائله باب القارئ يصعق عند قراءة القرآن .. الخ ص ١٤٥. وذكر ابن كثير عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة نحوه. انظر تفسيره ٤/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>