للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحسده، ولا (يسوء) «١» الظن بأحد إلّا بمن يستحق، فحينئذ يظن بعلم، ويتكلم بما في الإنسان من عيب بعلم، ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلم، قد جعل القرآن والسّنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل، حافظ لجميع «٢» جوارحه عما نهى عنه، إن مشى مشى بعلم، وإن قعد قعد بعلم مجتهد «٣» ليسلم الناس من لسانه ويده، لا «٤» يجهل «٥»، وإن جهل عليه حلم، لا يظلم، وإن ظلم عفا، لا يبغي، وإن بغي عليه صبر، يكظم غيظه ليرضي ربه ويغيظ عدوه، متواضع في نفسه، إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير، يطلب الرفعة من الله عزّ وجلّ، لا من المخلوقين، ماقت للكبر، خائف على نفسه ودينه، لا يتأكل «٦» بالقرآن ولا يحب أن تقضى له به الحوائج، ولا يسعى به إلى أبواب الملوك، ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه، إن كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه كسب هو القليل بفقه وعلم، إن لبس الناس اللين للتفاخر لبس هو من الحلال ما يستر عورته، إن وسّع عليه وسّع على نفسه، وإن أمسك عليه أمسك، يقنع بالقليل فيكفيه، ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه، يتبع واجبات القرآن والسّنة، يأكل بعلم ويشرب بعلم ( .. ويلبس بعلم، وينام بعلم، ويجامع أهله بعلم) «٧» ويصحب الأخوان بعلم، ويزورهم بعلم، ويستأذن بعلم عليهم «٨»، ويسلم عليهم بعلم، ويجاور جاره بعلم، ويلزم نفسه بر والديه، فيخفض لهما جناحه ويخفض لصوتهما صوته، ويبذل لهما ماله، وينظر اليهما بعين الوقار والرحمة ويدعو لهما بالبقاء، ويرفق بهما عند الكبر، لا يسخر «٩» بهما، ولا يحقرهما، إن استعانا به على طاعة أعانهما، وإن استعانا على «١٠» معصية لم يعنهما عليها، ورفق بهما في معصيته إياهما بحسن الأدب، ليرجعا عن قبيح ما أرادا فيما لا يحسن


(١) هكذا في الأصل: ولا يسوء. وفي بقية النسخ: ولا يسيء وهو الصواب.
(٢) في د وظ: بجميع.
(٣) في ظق وظ: يجتهد.
(٤) في ظ: ولا يجهل.
(٥) جهلت الشيء جهلا وجهالة: خلاف علمته، وجهل على غيره: سفه وأخطأ، وجهل الحق:
أضاعه اه المصباح المنير ص ١١٣.
(٦) أي لا يقرؤه طلبا للأكل. انظر فتح الباري ٩/ ١٠٠.
(٧) سقط هذا الكلام من الأصل: ( .. ويلبس بعلم، وينام بعلم، ويجامع أهله بعلم).
(٨) في بقية النسخ: ويستأذن عليهم بعلم. وهي أولى.
(٩) في ظق: لا يصخر، وفي د وظ: لا يضجر.
(١٠) في د وظ: وإن استعانا به على معصية.

<<  <  ج: ص:  >  >>