كتاب جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق

الجزء الثاني - ذكر الشواذ - ج: 2 - ص: 567

قال ابن مهدي «١»: «لا يكون إماما في العلم من أخذ بالشاذ من العلم، ولا يكون إماما في العلم من روى عن كل أحد، ولا يكون إماما في العلم من روى كل ما سمع» «٢».

وقال الحارث بن يعقوب «٣»: «الفقيه كل الفقيه من فقه في القرآن وعرف مكيدة الشيطان».

وقال خلاد بن يزيد الباهلي «٤»: قلت ليحيى بن عبد الله بن أبي مليكة «٥»: «ان نافعا «٦» حدّثني عن أبيك «٧» عن عائشة رضي الله عنها (إنها كانت تقرأ (إذ تلقونه) «٨» «٩» وتقول: إنما هو ولق الكذب) «١٠».

---

(١) عبد الرحمن بن مهدي تقدم.
(٢) ذكر هذا عن ابن مهدي ابن الجوزي في صفة الصفوة (٤/ ٥)، ونقله عن السخاوي تلميذه أبو شامة في كتابه المرشد الوجيز (ص ١٧٩).
(٣) الحارث بن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري، ثقة عابد، مات سنة ١٣٠ هـ. التقريب (١/ ١٤٥) والجرح والتعديل (٣/ ٩٣) والكاشف للذهبي (١/ ١٩٩).
(٤) خلاد بن يزيد الباهلي أبو الهيثم البصري المعروف بالأرقط، صدوق جليل، توفي سنة ٢٢٠ هـ.
ميزان الاعتدال (١/ ٦٥٧) وغاية النهاية (١/ ٢٧٥) والتقريب (١/ ٢٣٠).
(٥) يحيى بن عبد الله بن أبي مليكة- بالتصغير- القرشي التميمي لين الحديث، من أفاضل أهل مكة مات سنة ١٧٣ هـ. انظر: التقريب (٢/ ٣٥٢) ومشاهير علماء الأمصار (ص ١٤٨)، والميزان (٤/ ٣٩٠).
(٦) نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجمحي الحافظ المكي، روى عن ابن أبي مليكة وغيره وعنه عبد الرحمن بن مهدي وغيره ثقة ثبت مات سنة ١٦٩ هـ. التقريب (٢/ ٢٩٦) والتهذيب (١٠/ ٤٠٩) والكاشف (٣/ ١٩٧) وتذكرة الحفاظ (١/ ٢٣١) وفيه توفي سنة ١٧٩ هـ.
(٧) عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله أبي مليكة، التميمي المدني، أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثقة فقيه، مات سنة ١١٧ هـ. التقريب (١/ ٤٣١). وانظر: تاريخ الثقات (ص ٢٦٨) وغاية النهاية (١/ ٤٣٠).
(٨) أي بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف، وهي قراءة ليست سبعية ولا عشرية، قال القرطبي:
«ومعنى هذه القراءة، من قول العرب: ولق الرجل يلق ولقا إذا كذب واستمر عليه، وقراءة الجمهور بحرف التاء الواحدة وإظهار الذال دون إدغام وهو من التلقي ... » اه تفسير القرطبي (١٢/ ٢٠٤).
وانظر تفسير أبي حيان (٦/ ٤٣٨) وفتح الباري (٨/ ٤٨٢)، قال ابن خالويه: «ففي هذا الحرف عشر قراءات ... » اه وذكرها انظر: مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع لابن خالويه (ص ١٠٠).
(٩) النور (١٥) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ.
(١٠) رواه البخاري بسنده إلى عائشة رضي الله عنها كتاب التفسير (٦/ ١٠) وفي كتاب المغازي بلفظ: