للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ملك «١» يوم الدين بالنصب «٢» «٣».

ولقد نبع في هذا الزمان قوم يطالعون كتب الشواذ، ويقرءون بما فيها، وربما صحفوا ذلك، فيزداد الأمر ظلمة وعمى «٤».

فإن قيل: فقراءة الكسائي هل تستطيع ربّك «٥» راجعة إلى ما روى عبادة بن نسيّ «٦» عن عبد الرحمن بن غنم «٧» قال: سألت معاذ بن جبل عن قول الحواريين هَلْ


نقل هذا عن مكي: ابن الجزري ومثل لكل قسم فانظر ذلك في النشر في القراءات العشر (١/ ١٤).
(١) في بقية النسخ: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.
(٢) نقل هذا التساؤل والجواب عنه الشيخ أبو شامة عن شيخه السخاوي وعزاه إلى «جمال القراء».
انظر: المرشد الوجيز (ص ١٨١، ١٨٢) قال مكي بن أبي طالب: «وقرأ علي بن أبي طالب ملك يوم الدين بنصب اللام والكاف ونصب يوم، جعله فعلا ماضيا» اه الإبانة (ص ١٢١). وهي إحدى القراءات الكثيرة الشاذة التي أوردها مكي وغيره في هذا اللفظ (مالك) سوى القراءتين المشهورتين المتواترتين (مالك) بالألف لعاصم والكسائي و (ملك) بدون ألف للباقين من السبعة.
انظر تلك القراءات الشاذة التي وردت في لفظ (مالك) في مختصر من شواذ القرآن لابن خالويه (ص ١) وأحكام القرآن للقرطبي (١/ ١٣٩) والبحر المحيط (١/ ٢٠).
(٣) في المطبوع حصل هنا خلط بالتقديم والتأخير ما يقرب من عشرين سطرا، مما أفسد المعنى، فبعد كلمة (بالنصب) جاءت عبارة: و (فتبينوا) و (فتثبتوا) وجملة ذلك سبعة أوجه ... وبعد ذكر الوجه الخامس، عاد إلى الكلام: ولقد نبع في هذا الزمان ... وذكره إلى آخره، ثم عاد إلى ذكر الوجهين السادس والسابع!! ولعل هذا وقع أثناء الطبع.
(٤) انظر: المرشد الوجيز لأبي شامة (ص ١٨٢). وقد تقدم في أول هذا الفصل نبذة من كلام الأئمة في المنع من القراءات بالشاذ.
(٥) المائدة (١١٢) إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ ... وقد قرأها الكسائي بالتاء ونصب (ربك) وقرأ الباقون بالياء ورفع (ربك) وحجة من قرأ بالتاء أنه أجراه على مخاطبة الحواريين لعيسى، وفيه معنى التعظيم للرب جل ذكره على أن يستفهم عيسى عن استطاعته، إذ هو تعالى مستطيع لذلك، فإنما معناه هل تستطيع سؤال ربك في إنزال مائدة علينا، أي هل تفعل لنا ذلك؟
وحجة من قرأ بالياء أنه على معنى: هل يفعل ربك ذلك؟ لأنهم لم يشكوا في استطاعة الباري على ذلك، لأنهم كانوا مؤمنين، فإنما هو كقولك للرجل: «هل يستطيع فلان أن يأتي؟ وقد علمت أنه مستطيع» اه الكشف (١/ ٤٢٢) وراجع تفسير القرطبي (٦/ ٣٦٤) والمهذب (١/ ١٩٩).
(٦) بضم النون وفتح المهملة الخفيفة الكندي، أبو عمر الشامي، ثقة فاضل، مات سنة ١١٨ هـ.
التقريب (١/ ٣٩٥) وتاريخ الثقات (ص ٢٤٧) ومشاهير علماء الأمصار (ص ١٨٠).
(٧) بفتح المعجمة وسكون النون- الأشعري مختلف في صحبته، وذكره العجلي في كبار التابعين، مات سنة ٩٨ هـ. التقريب (١/ ٤٩٤) وتاريخ الثقات (ص ٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>