للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تستطيع ربك أو يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ؟ فقال: «أقرأني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هل تستطيع ربّك مرارا بالتاء والنصب» «١».

وهذا حديث يرويه محمد بن سعيد الشامي «٢» وهو مشهود على كذبه، ورداءة مذهبه، قلنا: ليس هذا الحديث هو أصل القراءة، ولا هي راجعة إليه، والقراءة ثابتة مقطوع بصحتها، وإذا علم ذلك من غير هذا الحديث، فلا يقدح ذلك فيه.

ومن الشاذ ما هو لحن فلا يقبل لخروجه عن الشهرة والعربية، وكيف لا يخرج عن الشهرة وهو لحن؟

وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لأبيّ:- وهو يقرئ رجلا- (قوم لسانه، ثم علمه، فإنك مأجور، الذي أنزله لم يلحن فيه، ولا الذي نزل به، ولا الذي نزل به، ولا الذي نزل عليه، وأنه قرآن «٣» عربي) «٤».

فإن قيل: فأين السبعة الأحرف التي أخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن القرآن أنزل عليها في قراءتكم هذه المشهورة؟.

قلت: هي متفرقة في القرآن نحو يُسَيِّرُكُمْ «٥» وينشركم و (نحو) «٦» ويقض


(١) رواه الحاكم في المستدرك كتاب التفسير، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (٢/ ٢٣٨) ورواه الترمذي وضعفه، وليس فيه محمد بن سعيد الشامي. أبواب القراءات (٨/ ٢٥٠).
ونسبه السيوطي إلى الحاكم والطبراني وابن مردويه عن عبد الرحمن ابن غنم، قال: سألت معاذ بن جبل ... وذكره. انظر الدر المنثور (٣/ ٢٣١).
(٢) الأسدي المصلوب، كذبوه، وقتله المنصور على الزندقة وصلبه. التقريب (٢/ ١٦٤).
قال الذهبي: روى عن الزهري وعبادة بن نسي، وقد غيروا اسمه على وجوه سترا له، وتدليسا لضعفه، ثم ذكر تلك الأسماء. انظر ميزان الاعتدال (٣/ ٥٦١).
(٣) في د وظ: لقرآن عربي.
(٤) لم أعثر عليه.
(٥) يونس (٢٢) هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ .... قرأ ابن عامر بالنون الساكنة بعد الياء وبالشين قبل الراء (ينشركم) من النشور، وقرأ الباقون بالياء والسين من التسيير والمشي انظر الكشف (١/ ٥١٦) والنشر (٢/ ٢٨٢).
(٦) هنا كلمة ساقطة من الأصل وهي (ونحو).

<<  <  ج: ص:  >  >>