للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُ «١» (إنه) «٢» منسوخ بقوله عزّ وجلّ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها «٣».

وليس في هذين ناسخ ولا منسوخ «٤»، والنسخ لا يدخل في الأخبار، ففي هذه السورة ثلاثون موضعا أدخلت في الناسخ والمنسوخ «٥»، لم يقع الاتفاق على شيء منها بل فيها ما لا يشك في أنه ليس بناسخ ولا منسوخ ومستند قولهم في ذلك الظن لا اليقين، ولا يثبت ناسخ القرآن ومنسوخه بالظن والاجتهاد.


لاعتلال من اعتل بأن الأمر بذلك منسوخ بقوله فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ ... الآية، لأن ذلك إنما أذن الله تعالى ذكره به حيث لا سبيل إلى الكتاب أو إلى الكاتب، فأما والكتاب والكاتب موجودان، فالفرض- إذا كان الدين إلى أجل مسمى- ما أمر الله تعالى ... ذكره به في قوله فَاكْتُبُوهُ ... وإنما يكون الناسخ ما لم يجز اجتماع حكمه وحكم المنسوخ في حال واحدة على السبيل التي قد بيناها فأما ما كان أحدهما غير ناف حكم الآخر فليس من الناسخ والمنسوخ في شيء اه. جامع البيان (٣/ ١٢٠).
(١) البقرة (٢٨٤).
(٢) ساقط من الأصل كلمة (أنه).
(٣) البقرة (٢٨٦).
وقد ذكر الطبري النسخ بأسانيده عن ابن عباس وعائشة، وابن مسعود ومجاهد وقتادة والحسن والشعبي والسدي وغيرهم.
انظر: جامع البيان (٣/ ١٤٤ - ١٤٧)، وراجع الناسخ والمنسوخ لقتادة ص ٣٧، وابن حزم ص ٣٠، وابن سلامة ص ٩٨، والبغدادي: ص ٩٢ والإيضاح لمكي ص ٢٠٠، والإتقان ٣/ ٦٥.
وسيأتي بإذن الله قريبا قول الذين قالوا بأحكامها، وأنه هو الراجح.
(٤) وهذا هو الصحيح- إن شاء الله تعالى- من أقوال أهل العلم، وهو ما أخرجه الطبري عن ابن عباس والربيع بن أنس والحسن البصري ومجاهد جامع البيان ٣/ ١٤٧ فما بعدها.
ومال إليه النحاس، ومكي وابن الجوزي والكرمي. انظر الناسخ والمنسوخ ص ١٠٥، والإيضاح ص ٢٠٠، والمصفى بأكف أهل الرسوخ ص ٢١، وهو ما يفهم من كلام ابن الجوزي أيضا في كتابيه نواسخ القرآن ص ٢٣٤، ٢٣٥، وزاد المسير ١/ ٣٤٤، وراجع كذلك قلائد المرجان للكرمي ص ٧٧.
(٥) وقد تبع السخاوي في هذا العدد الإجمالي للآيات التي أدخلت في الناسخ والمنسوخ أبا جعفر النحاس ص ١٠٤، وهبة الله بن سلامة ص ٣٢ ولكن على خلاف فيما بينهم في ذكر الآيات المدعي فيها النسخ. ومن الملاحظ أن السخاوي ذكر أكثر من هذا العدد، فقد ذكر ثلاثا وعشرين موضعا ابتداء من قوله: «وأنا أذكر بعون الله تعالى الآيات التي قيل إنها منسوخة ولها وجه تحمل عليه فتكون محكمة». وكان قد ذكر قبل ذلك اثني عشر موضعا ادّعى فيها النسخ.
وأما ابن الجوزي فقد ذكر سبعا وثلاثين آية أدعى فيها النسخ. وذكر كل من ابن حزم والفيروزآبادي ستا وعشرين آية فقط.
انظر: الناسخ والمنسوخ ص ١٩، وبصائر ذوي التمييز ١/ ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>