للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنها محكمة. قال أبو زيد: المسح: خفيف الغسل، وأريد ترك الإسراف، لأن غسل الرجلين: مظنة ذلك «١».

وقال أبو عبيد «٢» في قوله عزّ وجلّ: فَطَفِقَ مَسْحاً «٣»: المسح هاهنا: الضرب كذلك المسح هاهنا: الغسل «٤».

وقيل: المسح: التطهير، يقال: تمسحت للصلاة، كما يقال: تطهرت لها «٥».

وقيل: قراءة الخفض معناها: مسح الخفين وقراءة النصب لغسل الرجلين «٦» والصحيح أنها محكمة.

الخامس: قوله عزّ وجلّ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ «٧» «٨».

قال قتادة: نسخها قوله عزّ وجلّ قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ


(١) سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري أبو زيد، أحد أئمة الأدب واللغة من أهل البصرة، ووفاته بها، كان يرى رأي القدرية، وهو من ثقات اللغويين (١١٩ - ٢١٥ هـ)، تاريخ بغداد: ٩/ ٧٧، والتقريب: ١/ ٢٩١، والإعلام: ٣/ ٩٢.
(٢) قال القرطبي: قال ابن عطية: وذهب قوم ممن يقرأ بالكسر إلى أن المسح في الرجلين هو الغسل، ثم قال القرطبي: وهو الصحيح فإن لفظ المسح مشترك يطلق بمعنى المسح ويطلق بمعنى الغسل، قال الهروي:- وساق السند إلى أبي زيد الأنصاري أنه قال: المسح في كلام العرب يكون غسلا ويكون مسحا، ومنه يقال للرجل إذا توضأ فغسل أعضاءه: تمسح، ويقال: مسح الله ما بك إذا غسلك وطهرك من الذنوب، فإذا ثبت بالنقل عن العرب أن المسح يكون بمعنى الغسل فترجح قول من قال:
أن المراد بقراءة الخفض: الغسل، وبقراءة النصب التي لا احتمال فيها، وبكثرة الأحاديث الثابتة بالغسل، والتوعد على من ترك غسلها في أخبار صحاح لا تحصى كثرة، أخرجها الأئمة ... اه.
انظر: تفسيره؛ ٦/ ٩٢ وراجع الناسخ والمنسوخ للنحاس ص ١٤٨. والإيضاح ص ٢٦٦، وأحكام القرآن لابن العربي: ٢/ ٥٧٧.
(٣) هكذا في النسخ، ولعل الصواب: أبو عبيدة معمر بن المثنى. وانظر: كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن ١/ ١٨٣. وهو كذلك في الإيضاح وزاد المسير.
(٤) سورة ص (٣٣) فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ.
(٥) انظر الإيضاح ص ٢٦٨ والكشف عن وجوه القراءات السبع: ١/ ٤٠٦ وزاد المسير: ٢/ ٣٠٢.
(٦) انظر: اللسان: ٢/ ٥٩٣ (مسح).
(٧) قرأ نافع وابن عامر والكسائي وحفص بالنصب، وقرأ الباقون بالخفض انظر: الكشف ١/ ٤٠٦، والنشر: ٢/ ٢٥٤ وقد ذكر هذا المعنى الذي أشار إليه السخاوي على هاتين القراءتين: ابن العربي في أحكام القرآن: ٢/ ٥٧٨.
(٨) المائدة ١٣ ... وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ... الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>