للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثامن: قوله عزّ وجلّ: الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً ... إلى قوله:

... وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ «١».

قالوا: نسخ ذلك بقوله عزّ وجلّ: وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ ... «٢» الآية.

وهذا مما ينبغي أن يتصامم «٣» عنه ولا يسمع «٤».


٨/ ٢١٨، وتفسير ابن كثير ٢/ ٣٧٦، وفتح الباري ٨/ ٣٣٣، والدر المنثور ٤/ ٢٥٣، وتحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي ٨/ ٤٩٥ فما بعد الصفحات المذكورة.
(١) التوبة (٩٧ - ٩٨).
(٢) التوبة (٩٩).
(٣) الصمم: انسداد الأذن وثقل السمع. اللسان ١٢/ ٣٤٢ (صمم). فكان السخاوي يقول: إنه لا ينبغي الالتفات إلى هذا القول والاستماع إليه لضعفه وعدم فائدته.
(٤) ذكر دعوى النسخ هنا ابن حزم ص ٤٠، وابن سلامة ص ١٨٨، ومكي ص ٣١٨، ونسبه إلى ابن حبيب ورده، وكذلك ذكر دعوى النسخ ابن البارزي ص ٣٦، والكرمي ص ١٢٠.
قال مكي: «وهذا خبر لا ينسخ، ولا معنى للنسخ فيه، لأن الله أعلمنا أن الأعراب أصناف،- وبين ذلك ... ، وأخبر أنهم أشد كفرا ونفاقا، وهو لفظ عام معناه الخصوص في قوم بأعيانهم، دلّ على أنه مخصوص قوله عزّ وجلّ: وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ الآية. ف (من) للتبعيض، فلا نسخ يحسن في هذا ... » أه المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>