كما ذكر النسخ معزوا إلى ابن عباس كل من: النحاس ص ٢١٣، ومكي ص ٣٢٩، والقرطبي ١٠/ ٦٢، وذكره دون عزو ابن حزم ص ٤٣، وابن سلامة ص ٢٠٦، وابن البارزي ص ٣٨، والفيروزآبادي ١/ ٢٧٣، والكرمي ص ١٢٩، هذا ولم يناقش الطبري، والنحاس، ومكي، وابن الجوزي قضية القول بالنسخ هنا، بل حكوا ذلك وسكتوا عنه. وقد أحسن الإمام السخاوي صنعا في رده القول بالنسخ ورفضه وعدم قبوله، والحق معه- رحمه الله- فإن الله تعالى أمر نبيه- صلّى الله عليه وسلّم- في هذه الآية أن لا يهتم بما يقال له من كلمات تدل على السخرية والاستهزاء، وأن لا يشغل باله بذلك، بل عليه أن يوجه كل اهتماماته إلى نشر الدعوة، وهو سيصرف عنه أولئك وسيكفيه إياهم بما شاء- كما سيأتي- فعليه أن لا يبالي بإصرارهم على الكفر والضلال، وهذا فيه نوع من التسلية لرسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- والمؤمنين معه. والله أعلم. (١) حرفت في د وظ إلى: (بمكية). (٢) راجع تفسير القرطبي ١٠/ ٦٢، والخازن ٤/ ٦٣. (٣) هكذا في الأصل: المستهزئين. وفي بقية النسخ: المستهزءون. وهو الصواب. (٤) وقد ماتا مشركين في السنة الأولى من الهجرة. انظر: البداية والنهاية ٣/ ٢٣٤. (٥) وفي بعض الروايات- كما في سيرة ابن هشام، وتفسير الطبري، والقرطبي-: «الحارث بن الطّلاطلة»، وفي معالم التنزيل للبغوي: «الحارث بن قيس بن الطّلاطلة، قال ابن الجوزي- بعد نسبته هذا القول إلى ابن عباس-: وكذلك ذكرهم سعيد بن جبير، إلا أنه قال مكان الحارث بن قيس: الحارث بن غيطلة». قال الزهري: غيطلة: أمه، وقيس: أبوه، فهو واحد ... وفي رواية ابن عباس، مكان الحارث بن قيس: عدى بن قيس اه زاد المسير ٤/ ٤٢١. قلت: وهي موافقة لما ذكره المصنف عن ابن عباس. (٦) مات كافرا. انظر: جمهرة أنساب العرب ص ١٢٩. (٧) في د وظ: خال النبي صلّى الله عليه وسلّم.