للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن عباس: «كان بين أول السورة وآخرها سنة» اه «١».

وعن عائشة- رضي الله عنها- «لما نزلت يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ كان الرجل يربط الحبل، ويتعلّق به، فمكثوا بذلك ثمانية أشهر، فرأى الله عزّ وجلّ ما يبتغون «٢» من رضوانه، فرحمهم، فردّهم إلى الفريضة وترك قيام الليل» اه «٣».

وأنت في هذه الرواية بين أمور ثلاثة:

١ - إما إبطال قول من يقول: إن (المزمل) من أول ما نزل، لأن عائشة- رضي الله عنها- لم تكن هناك في ذلك الوقت «٤».

٢ - وإما أن تصحح أن (المزمل) من أول ما نزل، فتبطل هذه الرواية.

٣ - وإما أن تقول: «٥» أن عائشة- رضي الله عنها- سمعت ذلك من غيرها، فأخبرت به «٦».

ومما يدل (على) «٧» أن عائشة رضي الله عنها أخبرت عن مشاهدة لا عن سماع: (إنما


(١) أخرجه أبو داود في سننه كتاب الصلاة باب نسخ قيام الليل والتيسير فيه (٢/ ٧٢).
وأبو عبيد في الناسخ والمنسوخ (ص ٥٢٩) والطبري في تفسيره (٢٩/ ١٢٤).
وفيه: وكان بين أولها وآخرها قريب من سنة، وفي رواية: نحو من سنة اه.
ورواه النحاس كذلك في الناسخ (ص ٢٩١).
والحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. كتاب التفسير (٢/ ٥٠٥) وبهامشه التلخيص. وانظر الدر المنثور (٨/ ٣١٢).
(٢) في ظ: ما يتبعون.
(٣) أخرجه بنحوه ابن جرير الطبري. جامع البيان (٢٩/ ١٢٥). وزاد السيوطي نسبته إلى ابن أبي حاتم. الدر المنثور (٨/ ٣١٢).
(٤) قال ابن المنيّر: وما نقل أن ذلك كان في مرط عائشة- رضي الله عنها- فبعيد، فإن السورة مكية، وبنى النبي صلّى الله عليه وسلّم على عائشة- رضي الله عنها- بالمدينة، والصحيح في الآية أن ذلك كان في بيت خديجة عند ما لقيه جبريل أول مرة، فبذلك وردت الأحاديث الصحيحة، والله أعلم اه بتصرف يسير من كتاب الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال (٤/ ١٧٤) على هامش الكشاف للزمخشري.
(٥) في ظق: أن يقول:
(٦) في د وظ: فأخبرت بذلك.
(٧) ليست في الأصل، ووضع الناسخ سهما لإضافتها فلم تظهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>