يخبر تعالى عن كمال قدرته وتمام نعمته أنه {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا} من الأرض، {فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ} أي: يمده ويوسعه {كَيْفَ يَشَاءُ} أي: على أي حالة أرادها من ذلك ثم {يَجْعَلُهُ} أي: ذلك السحاب الواسع {كِسَفًا} أي: سحابا ثخينا قد طبق بعضه فوق بعض.
{فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} أي: السحاب نقطا صغارا متفرقة، لا تنزل جميعا فتفسد ما أتت عليه.
{فَإِذَا أَصَابَ بِهِ} بذلك المطر {مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} يبشر بعضهم بعضا بنزوله وذلك لشدة حاجتهم وضرورتهم إليه فلهذا قال: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنزلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} أي: آيسين قانطين لتأخر وقت مجيئه، أي: فلما نزل في تلك الحال صار له موقع عظيم [عندهم](١) وفرح واستبشار.
{فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج كريم.
{إِنَّ ذَلِكَ} الذي أحيا الأرض بعد موتها {لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فقدرته تعالى لا يتعاصى عليها شيء وإن تعاصى على قدر خلقه ودق عن أفهامهم وحارت فيه عقولهم.