لما ذكر يوم القيامة وأنه يفصل بين عباده فيه ذكر افتراقهم إلى فريقين: فريق في الجنة، وفريق في السعير وهم: الآثمون بعمل الكفر والمعاصي وأن طعامهم {شَجَرَةَ الزَّقُّومِ} شر الأشجار وأفظعها وأن طعمها {كَالْمُهْلِ} أي: كالصديد المنتن خبيث الريح والطعم شديد الحرارة يغلي في بطونهم {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} ويقال للمعذب: {ذُقْ} هذا العذاب الأليم والعقاب الوخيم {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} أي: بزعمك أنك عزيز ستمتنع من عذاب الله وأنك كريم على الله لا يصيبك بعذاب، فاليوم تبين لك أنك أنت الذليل المهان الخسيس. {إِنَّ هَذَا} العذاب العظيم {مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} أي: تشكون فالآن صار عندكم حق اليقين.