{وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} يتذكرون به ما ينفعهم ليفعلوه، وما يضرهم ليتركوه.
{وَكَأَيِّنْ} أي: وكم {مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا} دالة لهم على توحيد الله {وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} .
ومع هذا إن وجد منهم بعض الإيمان فلا {يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} فهم وإن أقروا بربوبية الله تعالى، وأنه الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور، فإنهم يشركون في ألوهية الله وتوحيده، فهؤلاء الذين وصلوا إلى هذه الحال لم يبق عليهم إلا أن يحل بهم العذاب، ويفجأهم العقاب وهم آمنون، ولهذا قال:
{أَفَأَمِنُوا} أي: الفاعلون لتلك الأفعال، المعرضون عن آيات الله {أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ} أي: عذاب يغشاهم ويعمهم ويستأصلهم، {أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً} أي: فجأة {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} أي: فإنهم قد استوجبوا لذلك، فليتوبوا إلى الله، ويتركوا ما يكون سببا في عقابهم.