يخبر تعالى، أنه كما أنه هو المتفرد بخلق الأشياء وتدبيرها، فإنه المنفرد بالوحدانية والإلهية فقال:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ} فبقيتم بلا سمع ولا بصر ولا عقل {مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ} فإذا لم يكن غير الله يأتي بذلك، فلم عبدتم معه من لا قدرة له على شيء إلا إذا شاءه الله. ⦗٢٥٧⦘
وهذا من أدلة التوحيد وبطلان الشرك، ولهذا قال:{انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ} أي: ننوعها، ونأتي بها في كل فن، ولتنير الحق، وتتبين سبيل المجرمين. {ثُمَّ هُمْ} مع هذا البيان التام {يَصْدِفُونَ} عن آيات الله، ويعرضون عنها.
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ} أي: أخبروني {إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً} أي: مفاجأة أو قد تقدم أمامه مقدمات، تعلمون بها وقوعه. {هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ} الذين صاروا سببا لوقوع العذاب بهم، بظلمهم وعنادهم. فاحذروا أن تقيموا على الظلم، فإنه الهلاك الأبدي، والشقاء السرمدي.