وهؤلاء هم قوم شعيب، نعتهم الله وأضافهم إلى الأيكة، وهو البستان كثير الأشجار، ليذكر نعمته عليهم، وأنهم ما قاموا بها بل جاءهم ⦗٤٣٤⦘ نبيهم شعيب، فدعاهم إلى التوحيد، وترك ظلم الناس في المكاييل والموازين، وعاجلهم على ذلك على أشد المعالجة فاستمروا على ظلمهم في حق الخالق، وفي حق الخلق، ولهذا وصفهم هنا بالظلم، {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم. {وَإِنَّهُمَا} أي: ديار قوم لوط وأصحاب الأيكة {لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} أي: لبطريق واضح يمر بهم المسافرون كل وقت، فيبين من آثارهم ما هو مشاهد بالأبصار فيعتبر بذلك أولوا الألباب.