ينكر تعالى ويعجِّب، من كفر الكافرين به، الذين جعلوا معه أندادا يشركونهم معه، ويبذلون لهم ما يشاؤون من عباداتهم، ويسوونهم بالرب العظيم، الملك الكريم، الذي خلق الأرض الكثيفة العظيمة، في يومين، ثم دحاها في يومين، بأن جعل فيها رواسي من فوقها، ترسيها عن الزوال والتزلزل وعدم الاستقرار.
فكمل خلقها، ودحاها، وأخرج أقواتها، وتوابع ذلك {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} عن ذلك، فلا ينبئك مثل خبير، فهذا الخبر الصادق الذي لا زيادة فيه ولا نقص.
{ثُمَّ} بعد أن خلق الأرض {اسْتَوَى} أي: قصد {إِلَى} خلق {السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} قد ثار على وجه الماء، {فَقَالَ لَهَا} ولما كان هذا التخصيص يوهم الاختصاص، عطف عليه بقوله:{وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} أي: انقادا لأمري، طائعتين أو مكرهتين، فلا بد من نفوذه. {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} ليس لنا إرادة تخالف إرادتك.