{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} أي: أفنعرض عنكم، ونترك إنزال الذكر إليكم، ونضرب عنكم صفحا، لأجل إعراضكم، وعدم انقيادكم له؟ بل ننزل عليكم الكتاب، ونوضح لكم فيه كل شيء، فإن آمنتم به واهتديتم، فهو من توفيقكم، وإلا قامت عليكم الحجة، وكنتم على بينة من أمركم.
يقول تعالى: إن هذه سنتنا في الخلق، أن لا نتركهم هملا فكم {أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأوَّلِينَ} يأمرونهم بعبادة الله وحده لا شريك له، ولم يزل التكذيب موجودا في الأمم.
{وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} جحدا لما جاء به، وتكبرا على الحق.
{فَأَهْلَكْنَا أَشَدّ} من هؤلاء {بَطْشًا} أي: قوة وأفعالا وآثارا في الأرض، {وَمَضَى مَثَلُ الأوَّلِينَ} أي: مضت أمثالهم وأخبارهم، وبينا لكم منها ما فيه عبرة ومزدجر عن التكذيب والإنكار.