{إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا} أي: سلموا عليه فرد عليهم {قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ} أي: خائفون، لأنه لما دخلوا عليه وحسبهم ضيوفا ذهب مسرعا إلى بيته فأحضر لهم ضيافتهم، عجلا حنيذا فقدمه إليهم، فلما رأى أيديهم لا تصل، إليه خاف منهم أن يكونوا لصوصا أو نحوهم.
فـ {قَالُوا} له: {لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} وهو إسحاق عليه الصلاة والسلام، تضمنت هذه البشارة بأنه ذكر لا أنثى عليم أي: كثير العلم، وفي الآية الأخرى {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}
فقال لهم متعجبا من هذه البشارة:{أَبَشَّرْتُمُونِي} بالولد {عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ} وصار نوع إياس منه {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} أي: على أي وجه تبشرون وقد عدمت الأسباب؟
{قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ} الذي لا شك فيه لأن الله على كل شيء قدير، وأنتم بالخصوص -يا أهل هذا البيت- رحمة الله وبركاته عليكم فلا يستغرب فضل الله وإحسانه إليكم.