يخبر تعالى بحال الواقعة التي لا بد من وقوعها، وهي القيامة التي {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} أي: لا شك فيها، لأنها قد تظاهرت عليها الأدلة العقلية والسمعية، ودلت عليها حكمته تعالى.
{خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} أي: خافضة لأناس في أسفل سافلين، رافعة لأناس في أعلى عليين، أو خفضت بصوتها فأسمعت القريب، ورفعت فأسمعت البعيد.
{إِذَا رُجَّتِ الأرْضُ رَجًّا} أي: حركت واضطربت.
{وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا} أي: فتتت.
{فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} فأصبحت الأرض ليس عليها جبل ولا معلم، قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.
{وَكُنْتُمْ} أيها الخلق {أَزْوَاجًا ثَلاثَةً} أي: انقسمتم ثلاث فرق بحسب أعمالكم الحسنة والسيئة.
ثم فصل أحوال الأزواج الثلاثة، فقال:{فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} تعظيم لشأنهم، وتفخيم لأحوالهم.