يأمر تعالى عباده بأكل ما رزقهم الله من الحيوانات والحبوب والثمار وغيرها. {حَلالا طَيِّبًا} أي: حالة كونها متصفة بهذين الوصفين بحيث لا تكون مما حرم الله أو أثرا عن غصب ونحوه. فتمتعوا بما خلق الله لكم من غير إسراف ولا تَعَدٍّ. {وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} بالاعتراف بها بالقلب والثناء على الله بها وصرفها في طاعة الله. {إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} أي إن كنتم مخلصين له العبادة، فلا تشكروا إلا إياه، ولا تنسوا المنعم.
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ} الأشياء المضرة تنزيها لكم، وذلك: كـ {الْمَيْتَةَ} ويدخل في ذلك كل ما كان موته على غير ذكاة مشروعة، ويستثنى من ذلك ميتة الجراد والسمك.
{وَالدَّمَ} المسفوح وأما ما يبقى في العروق واللحم فلا يضر.
{وَلَحْمَ الْخِنزيرِ} لقذارته وخبثه وذلك شامل للحمه وشحمه وجميع أجزائه. {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} كالذي يذبح للأصنام والقبور ونحوها لأنه مقصود به الشرك.
{فَمَنِ اضْطُرَّ} إلى شيء من المحرمات -بأن حملته الضرورة وخاف إن لم يأكل أن يهلك- فلا جناح عليه إذا لم يكن باغيا أو عاديا، أي: إذا لم يرد أكل المحرم وهو غير مضطر، ولا متعد الحلال إلى الحرام، أو متجاوز لما زاد على قدر الضرورة، فهذا الذي حرمه الله من المباحات.