{كَلا} أي: ليس [كل] ما أحببتم من الأموال، وتنافستم فيه من اللذات، بباق لكم، بل أمامكم يوم عظيم، وهول جسيم، تدك فيه الأرض والجبال وما عليها حتى تجعل قاعًا صفصفًا لا عوج فيه ولا أمت.
ويجيء الله تعالى لفصل القضاء بين عباده في ظلل من الغمام، وتجيء الملائكة الكرام، أهل السماوات كلهم، صفًا صفا أي: صفًا بعد صف، كل سماء يجيء ملائكتها صفا، يحيطون بمن دونهم من الخلق، وهذه الصفوف صفوف خضوع وذل للملك الجبار.
فإذا وقعت هذه الأمور فـ {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ} ما قدمه من خير وشر.
{وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} فقد فات أوانها، وذهب زمانها، يقول متحسرًا على ما فرط في جنب الله:{يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} الدائمة الباقية، عملا صالحًا، كما قال تعالى: