{وَالَّذِي نزلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ} لا يزيد ولا ينقص، ويكون أيضا بمقدار الحاجة، لا ينقص بحيث لا يكون فيه نفع، ولا يزيد بحيث يضر العباد والبلاد، بل أغاث به العباد، وأنقذ به البلاد من الشدة، ولهذا قال:{فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} أي: أحييناها بعد موتها، {كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} أي: فكما أحيا الأرض الميتة الهامدة بالماء، كذلك يحييكم بعد ما تستكملون في البرزخ، ليجازيكم بأعمالكم.
{وَالَّذِي خَلَقَ الأزْوَاجَ كُلَّهَا} أي: الأصناف جميعها، مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون، من ليل ونهار، وحر وبرد، وذكر وأنثى، وغير ذلك. {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ} أي: السفن البحرية، الشراعية والنارية، مَا تَرْكَبُونَ {و} من {الأنعام ما تركبون لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ}
وهذا شامل لظهور الفلك ولظهور الأنعام، أي: لتستقروا عليها، {ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} بالاعتراف بالنعمة لمن سخرها، والثناء عليه تعالى بذلك، ولهذا قال:{وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} أي: لولا تسخيره لنا ما سخر من الفلك، والأنعام، ما كنا مطيقين لذلك وقادرين عليه، ولكن من لطفه وكرمه تعالى، سخرها وذللها ويسر أسبابها.