{هَذَا} الجزاء للمتقين ما وصفناه {وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ} أي: المتجاوزين للحد في الكفر والمعاصي {لَشَرَّ مَآبٍ} أي: لشر مرجع ومنقلب.
ثم فصله فقال:{جَهَنَّمَ} التي جمع فيها كل عذاب، واشتد حرها، وانتهى قرها {يَصْلَوْنَهَا} أي: يعذبون فيها عذابا يحيط بهم من كل وجه، لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل.
{فَبِئْسَ الْمِهَادُ} المعد لهم مسكنا ومستقرا.
{هَذَا} المهاد، هذا العذاب الشديد، والخزي والفضيحة والنكال {فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ} ماء حار، قد اشتد حره، يشربونه فَيقَطعُ أمعاءهم. {وَغَسَّاقٌ} وهو أكره ما يكون من الشراب، من قيح وصديد، مر المذاق، كريه الرائحة.
{وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ} أي: من نوعه {أَزْوَاجٌ} أي: عدة ⦗٧١٦⦘ أصناف من أصناف العذاب، يعذبون بها ويخزون بها.
وعند تواردهم على النار يشتم بعضهم بعضا، ويقول بعضهم لبعض:{هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ} النار {لا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ}
{قَالُوا} أي: الفوج المقبل المقتحم: {بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ} أي: العذاب {لَنَا} بدعوتكم لنا، وفتنتكم وإضلالكم وتسببكم. {فَبِئْسَ الْقَرَارُ} قرار الجميع، قرار السوء والشر.
ثم دعوا على المغوين لهم، فـ {قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ}
وقال في الآية الأخرى:{قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ} .