{مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ} أي: من بغضهم للحق ونفورهم عنه، ما كانوا يستطيعون أن يسمعوا آيات الله سماعا ينتفعون به {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}{وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ} أي ينظرون نظر ⦗٣٨٠⦘ عبرة وتفكر فيما ينفعهم وإنما هم كالصم البكم الذين لا يعقلون
{أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} حيث فوتوها أعظم الثواب واستحقوا أشد العذاب {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} أي اضمحل دينهم الذي يدعون إليه ويحسنونه ولم تغن عنهم آلهتهم التي يعبدون من دون الله لما جاء أمر ربك
{لا جَرَمَ} أي حقا وصدقا {أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأخْسَرُونَ} حصر الخسار فيهم بل جعل لهم منه أشده لشدة حسرتهم وحرمانهم وما يعانون من المشقة والعذاب نستجير بالله من حالهم
ولما ذكر حال الأشقياء ذكر أوصاف السعداء وما لهم عند الله من الثواب فقال