{وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} لها شرب من البئر يوما، ثم يشربون كلهم من ضرعها، ولهم شرب يوم معلوم.
{فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ} أي: ليس عليكم من مؤنتها وعلفها شيء، {وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} أي: بعقر {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ} لهم صالح {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} بل لا بد من وقوعه
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} ومن قوته وعزته أن أهلك الأمم الطاغية ونجى الرسل وأتباعهم
{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ} العظيمة فقطعت قلوبهم {فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} أي خامدين لا حراك لهم
{كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} أي كأنهم لما جاءهم العذاب ما تمتعوا في ديارهم ولا أنسوا بها ولا تنعموا بها يوما من الدهر قد فارقهم النعيم وتناولهم العذاب السرمدي الذي ينقطع الذي كأنه لم يزل
{أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ} أي جحدوه بعد أن جاءتهم الآية المبصرة {أَلا بُعْدًا لِثَمُودَ} فما أشقاهم وأذلهم نستجير بالله من عذاب الدنيا وخزيها