للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به من كل وجه" (١).

ثانيًا: النصوص الدالة على إبطال ما وقع فيه المشركون من العدل، والتسوية، والتمثيل، والقياس، والتشريك، والتشبيه (٢)، بين الله تعالى ومعبوداتهم الباطلة، وتقرير توحده سبحانه بصفات الربوبية، وانفراده بخصائص الإلهية التي لا يشركه فيها أحد من الخلق، وهذا يدل على أن أصل شركهم بالله كان من تشبيههم معبوداتهم بالرب تعالى، ومن تلك النصوص ما يلي:

١ - قوله عَزَّ وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة: ١٦٥].

قال الزجاج (٣): "يحبون الأصنام كما يحبون الله؛ لأنهم أشركوها مع الله فسووا بين الله وبين أوثانهم في المحبة" (٤).

وجاء عن مجاهد: في معنى الآية: "مباهاة ومضاهاة للحق بالأنداد" (٥).

وقد أشار سبحانه في آيات كثيرة إلى أن الكفار ساووا بين المخلوق والخالق قبحهم الله تعالى (٦).

٢ - ومن ذلك قوله سبحانه: {قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ


(١) إغاثة اللفهان (٢/ ٢٢٦ - ٢٢٧).
(٢) جميع هذه المواد من جنس واحد. انظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (٢٠/ ٨٢).
(٣) هو: إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق النحوي الزجاج؛ بفتح الزاي والألف بين الجيمين الأولى مشددة، هذا الاسم لمن يعمل الزجاج، كان من أهل الفضل والدين، حسن الاعتقاد، جميل المذهب، وله مصنفات حسان في الأدب، من تصانيفه: معاني القرآن في التفسير، وخلق الإنسان، وتفسير جامع المنطق، وفعلت وأفعلت، توفي سنة ٣١١ هـ. [ترجمته في: طبقات المفسرين (ص ٥٢)، والأعلام للزركلي (١/ ٤٠)].
(٤) تفسير البغوي (١/ ١٣٦).
(٥) انظر: تفسير الطبري (٢/ ٦٦).
(٦) انظر: أضواء البيان (١/ ٤٦٩).