أخي إنما الدنيا محلة فرقة ... ودار غرور آذنت بفراق
تزود أخي من قبل أن تسكن الثرى ... وتلتف ساق للنشور بساق
وكان أبو عبد الله الخشني عالماً حافظاً حدث عنه بالأندلس جماعة نبلاء: منهم أسلم بن عبد العزيز بن هاشم القاضي وأحمد بن خالد ومحمد بن قاسم بن محمد البياني وكان من المكثرين عنه محمد عبد الغني بن سعيد فقال محمد بن عبد السلام الخشني القرطبي صاحب تاريخ الأندلس، روى عن ابن وضاح فوهم من وجهين: أحدهما أنه جعله صاحب التاريخ والخشني الذي ألف التاريخ هو محمد بن حارث الخشني ولعله لما رأى التاريخ منسوباً إلى الخشني ظنه محمد بن عبد السلام وإنما هو محمد بن حارث، والوجه الآخر أنه قال روى عن ابن وضاح وهو وابن وضاح في طبقة واحدة والذي روى عن ابن وضاح هو محمد بن حارث وإنما كتب ذلك كله على ظنه أن الخشني هو محمد بن عبد السلام والله أعلم فإن كان عول فيما ظنه من ذلك على كتاب ابن يونس في إيراد ما أورده عن الخشني من وفات [أهل] تلك الناحية وذكرهم فظن أنه محمد بن عبد السلام لأنه الأشهر والأقدم زماناً فلو أمعن النظر وتتبع كتاب ابن يونس لوجد فيه أن محمد بن عبد السلام مات في سنة ست وثمانين ومائتين وأن ابن يونس قد حكى عن الخشني وفيات جماعة بعد الثلاثمائة وبعد العشر وثلاثمائة في باب السين وفي أبواب بعده فكان بين له أن هذا الخشني الذي يحكي عنه هذه التواريخ ليس محمد بن عبد السلام إذ لا يجوز أن "يحكى على وفاة من مات بعد موته بدهر" وإن كان [الشبهة وقعت من أجل أن ابن يونس يقول في ما يورده من ذلك ذكره الخشني ... ]