مع أبي العلاء صاعد بن الحسن اللغوي مشهورة.
أخبر أبو محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو خالد بن التراس أن المنصور أبا عامر محمد بن أبي عامر صاحب الأندلس جيء إليه بوردة في مجلس من مجالس أنسه أول ظهور الورد فقال في الوقت أبو العلاء صاعد بن الحسن اللغوي، وكان حاضراً يخاطبه فيها:
أتتك أبا عامر وردة ... يحاكي لك المسك أنفاسها
كعذراء أبصرها مبصر ... فغطت بأكمامها رأسها
فاستحسن المنصور ما جاء وتابعه الحاضرون، فحسده أبو القاسم بن العريف وكان ممن حضر المجلس، فقال: هي لعباس بن الأحنف، فناكره صاعد فقام ابن العريف إلى منزله، ووضع أبياتاً وأثبتها في دفتر، وأتى بها قبل افتراق المجلس وهي:
عشوت إلى قصر عباسة ... وقد جدل النوم حراسها
فألفيتها وهي في خدرها ... وقد صرع السكر أناسها
فقلت أمار على هجعة ... فقلت بلى فرمت كاسها
ومدت إلى وردة كفها ... يحاكي لك المسك أنفاسها
كعذراء أبصرها مبصر ... فغطت بأكمامها رأسها
وقالت خف الله تفضحن ... في ابنة عمك عباسها
فوليت عنها على غفلة ... وما كانت ناسي ولا ناسها
قال: فخجل صاعد وحلف فلم يقبل وافترق المجلس على أن سرقها.
[٦٥٤- الحسين بن يعقوب البجاني أبو علي]
روى عن سعيد بن فحلون كتاب