أبو محمد علي بن أحمد: كان أبو بكر محمد بن معاوية المعروف بابن الأحمر مكثراً ثقة جليلاً ولم أزل أسمع المشايخ يقولون إن سبب خروجه إلى المشرق كان أنه خرجت بأنفه أو ببعض جسده قرحة فلم تجد لها بالأندلسي مداوياً، وعظم عليه أمرها، وقيل له ربما ترقت ووسعت فأدت إلى الهلاك. فأسرع [في] الخروج إلى المشرق فقيل له: لا دواء لها إلا بالهند، فأراها بعض أهل الطب هنالك فقال له أدوايها على أنه إن تم برؤك وصح شقاؤك قاسمتك جميع مالك. فقال: رضيت، فداواه، فلما أفاق دعاه إلى بيته وأخرج إليه جميع ماله وقال له: دونك المقاسمة المشروطة، فقال: له الطبيب الهندي أليست نفسك طيبة بذلك قال: بلى والله، قال: فو الله لا أرزؤك شيئاً من مالك، ولكني آخذ هذا الشيء لشيء استحسنه من آلات بيته. وقال: له إنما جربتك بقولي، وأردت أعرف قيمة نفسك عندك، ولو أبيت ما داويتك إلا بجميع مالك، ولو لم تداوها لهلكت، فإنما قد كانت قاربت الخطر [شفيت] بحمد الله عز وجل وانصرف.
واشتغل في رجوعه بطلب العلم وروايات الكتب فحصل له علم جم وبورك له فيه، حدث عنه جماعة نبلاء منهم أبو عمر أحمد بن محمد بن الجسور، والقاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث، وأبو محمد عبد الله بن الربيع بن عبد الله التميمي، ويوسف بن محمد بن يوسف بن عمروش الأستجي، وأبو الأصبغ عبد العزيز بن بخت وغيرهم وبقي إلى قريب من أيام الحكم المنتصر.
[٢٧٢- محمد بن المسور بن عمر بن محمد بن علي بن المشرر، بن ناجية، بن عبد الله بن يسار مولى الفصل بن العباس بن عبد المطلب]
أندلسي كان فقيهاً مقدماً سمع محمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني، مات بالأندلس ستة [اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
قال أبو محمد علي بن أسد] أخبرنا عبد الرحمن بن سلمة الكناني أخبرنا أحمد بن خليل، أخبرنا خالد بن سعد، أخبرنا أحمد بن خالد، ومحمد بن مسرور قالا: أخبرنا ابن وضاح قال: أخبرنا محمد بن أبي مريم: أخبرنا نعيم بن حماد أخبرنا عبد الرازق عن معمر قال: سمعت الزهري يحدث بحديث فقلت له: تحدث بهذا وأنت ترى غير هذا. فقال: