للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وضحكت من فرح اللقا ... ء كما بكيت من الفراق

فتصايح الناس من أقطار القافلة: أعيدي بالله، أعيدي بالله، أعيدي: فما سمع لها كلمة قال: ثم نزلنا الياسرية وبينها وبين بغداد نحو خمسة أميال في بساتين متصلة بنزل الناس بها فيبيتون ليلتهم ثم يبكرون لدخول بغداد فلما كان قرب الصباح إذا بالسوداء قد أتتني مذعورة فقلت: مالك فقالت: إن سيدتي ليست بحاضرة فقلت: ويلك أين هي؟ قالت والله ما أدري قال: "فلم أحس لها أثر بعد ودخلت بغداد وقضيت حوائجي بها وانصرفت إلى تممي فأخبرته خبرها فعظم ذلك عليه، واغتم له غماً شديداً ثم ما زال بعد ذلك ذاكراً لها واجماً عليها.

[٢٠٩- محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان أبو الفضل التميمي]

بغدادي سمع من أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ومن أبي الصلت المجبر ومن بعده، مولده سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وهو من أهل بيت علم وأدب، خرج إلى القيروان في أيام المعز بن باديس فدعاه إلى دولة بني العباس فاستجاب له ثم وقعت الفتن واستولت العرب على البلاد فخرج منها إلى الأندلس ولقي ملوكها وحظي عندهم بأدبه وعلمه، واستقر بطليطلة فكنت وفاته بها في سنة أربع وخمسين وأربعمائة ومن شعره من قصيدة طويلة أولها:

أبعد ارتحال الحي من جو بارق ... تؤمل أن يسلوا الهوى قلب عاشق

وفيها:

إذا اظمأتني الحادثات ولم أجد ... سوى أسن من مائها متماذق

<<  <   >  >>