الدخول هاهنا فلم يقبل قال: فبجريعة الذقن ما تخلصنا في يسير من المراكب. هذا آخر خبر ثابت بن محمد. ثم عاد مجاهد إلى الجزائر الأندلسية التي كانت في طاعته واختلفت به الأحوال حتى غلب علي دانية وما يليها واستقرت إقامته فيها وكان من الكرماء على العلماء باذلاً للرغائب في استمالة الأدباء وهو الذي بذل لأبي غالب اللغوي تمام بن غالب ألف دينار على أن يزيد في ترجمة الكتاب الذي ألفه في اللغة مما ألفه لأبي الجيش مجاهد على ما ذكرنا في باب التاء وفيه يقول أبو العلاء صاعد بن الحسن اللغوي وقد استماله على البعد بخريطة مال ومركب أهداهما إليه قصيدة أولها:
أتتني الخريطة والمركب ... كما اقترن السعد والكوكب
وحط بمينائه قلعة ... كما وضعت حملها المقرب
على ساعة قام فيها الثنا ... ء على هامة المشتري يخطب
إلى أن قال في آخرها:
مجاهد رضت إباء الشمو ... س فأصبحت ما مل يكن يصحب
فقل واحتكم فسميع الزمان ... مصخ إليك بما ترغب
وقد ألف في العروض كتاباً يدل على قوته فيه ومن أعظم فضائله تقديمه للوزير الكاتب أبي العباس أحمد بن رشيق وتعويله عليه وبسطه يده في العدل وحسن السياسة، وكان موته بدانية في سنة ست وثلاثين وأربعمائة.
[١٣٨١- مبارك مولى محمد بن عمرو البكري]
إشبيلي، يكنى أبا الحسن كان خيراً فاضلاً عاملاً كثير التلاوة للقرآن حافظاً لتفسيره، روى بالأندلس عن جماعة