دعى وأوصى أن يسوى عليه التراب دون لبن ولا خشب فاغفل ذلك.
[٤٤١- أحمد بن عبد الملك بن عميرة الضبي]
هو ابن عم أبي يكنى أبا جعفر، وكان رحمه الله عالماً عاملاً زاهداً فاضلاً متقللاً من الدنيا، أخبرت عنه إن كان يواصل الصيام خمسة عشر يوماً، وكانت أوقاته محفوظة عليه أخبرني رحمه الله قال:
دخلت مرسية بعد العشر وخمسمائة سمعت بها على الحافظ أبي علي بن سكرة وعلي الفقه أبي محمد عبد الله بن محمد بن أبي جعفر فلما توفى الحافظ أبو علي رحلت إلى قرطبة وسمعت بها وقرأت على أبي الوليد بن رشد، وأبي محمد بن عتاب والموروري وجماعة، ثم انصرفت وقد نلت حظاً وافراً من العلم، فلما وصلت مالقة، قيل لي: تترك الفقيه أبا علي منصور بن الخير بمالقة وتنصرف، فقصدته وجمعت عليه كتاب الله العزيز بالقراءات السبع، ثم انصرفت إلى وطني بلس ورأى الناس عند دخوله يعظمون العلم وأهله فكتب: أرى من في بلس يلقاني على مسيرة يوم وأن أهل لورقة يتجاورون في لقائي ببلس فلما وصلت لم يلق أحد ولا رأيت من الناس ما عهدت فكان لي في ذلك موعظة ورجعت إلى نفسي فقلت يا أحمد فكأنك إنما رحلت في طلب العلم وسهرت الليل ليعظمك الناس، لقد خبت وضل سعيك، فعكفت على ما ينفعني ولزمت بيتي ولم أتعرض لعرض دنياوي، وسلكت سبل القوم لعل الله أن يجعلني وبكتبهم انتفعت.
وكان رحمة الله إماماً في طريقة التصوف، س وكنت لا تراه من الليل إلا قائماً. وكان أكثر دهره صائماً. توفى وقد أناف على التسعين، توفى سنة سبع وسبعين وخمسمائة ومولده بعيد الثمانين وأربعمائة.