بآذاننا قط وبهتنا، ثم قلنا له: ما نعرف، فقال: سبحان الله! ما هذا وأنتم الضابطون للناس لغتهم بزعمكم، فقلنا له:[أفدنا] ما عندك، فقال: نعم هذه تسمى البيقران، قال الفهري: فتصورت والله في ذهني، وقلت: فيعلان، من [بقر] يبقر، يوشك هذا وعددتها فائدة، فبينا نحن بعد مدة عند أبي علي؛ إذ سألنا عن هذه المسألة بعينها، قال الفهري: فأسرعت الإجابة ثقة بما جرى، فقلت: تسمى البيقران، فقال: من أين قلت أو تقول هذا؟ فأخبرته بالمشهد الذي جرى فيها والحال في استفادتها، فقال: إنا لله رجعت تأخذ اللغة عن أهل الزمر لقد [ساءني] مكانك، وجعل يؤنبني، ثم قال: هي الدفنس، والدنفس، قال الفهري يطيب الحكاية: فتركت رواتي عن ابن مقيم لروايتي عن أبي علي.
[١٥٣٨- أبو عبد الله بن الجزار]
فقيه أستاذ أديب شاعر متقدم في الأدب والشعر، ذكره الفتح في كتاب المطمح له، وأنشد فيه من شعره يتغزل:
يا قضيبا من لجين أورفا ... وهلالاً فوق غصن في نقا
ليس في الحسن سوى ما حزته ... منظراً أو مخبراً أو منطقا
هاك قلبي مطلعاً فاحلل به ... وأبدا إما مغربا أو مشرقا
وأنشد له في الغزل والنحول:
أخذوا على قلبي عهود هواهم ... فتحمل القلب الذي عهدوه
عجباً له لم لا يخيس بعهدهم ... فإذا هم طلبوه لم يجدوه
ولو أنهم عقدوا على بشعرة ... ما أبصروا إلا الذي عقدوه
وأنشد له في مثله:
في من هواك الذي لو أن آسره ... في لجة [ ... ] به بشر