يروى عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. روى عنه خالد بن سعد. مات بالأندلس سنة تسع وثلاثمائة قال خالد بن سعد: أخبرنا محمد بن الوليد قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: شهدت مالكاً أتاه رجل يسأله عن تخليل أصابع الرجلين عند الوضوء فأفناه بترك ذلك، قال ابن وهب: فلما زال السائل حدثته بحديث المستورد أنه رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخلل أصابع رجليه بخنصره فأفناه بالتخلل وقال: جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك أثر أو كما قال:
[٢٩٥- محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب الفهري بن رندقة الطرطوشي أبو بكر]
فقيه حافظ إمام محدث ثقة زاهد فاضل عالم عامل، رحل إلى العراق وقد تفقه بالأندلس وصحب أبا الوليد الباجي مدة.
أخبرني غير واحد عن الحافظ أبي بكر بن العربي قال: سمعت الحافظ أبا بكر الطرطوشي يقول: لم أرحل من الأندلس حتى تفقهت ولزمت الباجي مدة فلما وصلت إلى بغداد دخلت المدرسة العادلية فسمعت المدرس يقول: مسألة إذا تعارض أصل وظاهر فأيها يحكم؟ فما علمت ما يقول ولا دريت إلى ما يشير حتى فتح الله وبلغ بي ما بلغ. أقام في رحلته مدة ثم انصرف يريد مصر وكان له غرض في الاجتماع مع أبي حامد الغزالي يجعل طريقه على البيت المقدس.
فلما تحقق أبو حامد أنه يؤمه حاد عنه، ووصل الحافظ أبو بكر فلم يجده فقصد جبل لبنان وأقام هناك مدة وصحب به رجلاً يعرف بعبد الله السايح من أولياء الله المنقطعين إلى الله تعالى.
ثم أراد الحافظ أبو بكر أن يقصد أرض مصر فعرض علي أبي محمد السائح صحبته والمشي معه وقال له: أنت هاهنا لا تلقى أحداً ولا يلقاك وإن مت لم تجد من يواريك