بن عبد الله يعرف بابن الصفار مشهور بالعلم والأدب جمع في أشعار الخلفاء من بني أمية كتاباً، كان أثيراً عند الحكم المستنصر حدثني أبو الحسن نجبة عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم قال: أخبرنا أبو الوليد يونس بن عبد الله القاضي قال: لما أراد الحكم المستنصر غزو اليوم سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، تقدم إلى والدي بالكون في صحبته فاعتذر بضعف في جسمه، [فقال] : المستنصر لأحمد بن نصر قل له إن ضمن لي أن يؤلف في أشعار خلفائنا بالمشرق وبالأندلس مثل كتبا الصولي في أشعار خلفاء بني العباس أعفيته من الغزاة. فخرج أحمد بن نصر إليه بذلك فقال: أفعل ذلك لأمير المؤمنين إن شاء الله قال: فقال المستنصر: إن شاء أن يكون تأليفه في منزله فذلك إليه وإن شاء أن يكون في دار الملك المطلة على النهر فذلك له. قال: فسأل، أي يكون ذلك في دار الملك وقال: أنا رجل مورود في منزلي وانفرادي في دار الملك لهذه الخدمة أقطع لكل شغل فأجيب إلى ذلك وكمل الكتاب في مجلد صالح وخرج به أحمد بن نصر إلى الحكم المستنصر فلقيه بالمجلد بطليطلة، فسر الحكم به، قال أبو الوليد بن الصفار: وفي تلك السنة مات أبي، يعني سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة أنشد له أبو محمد بن حزم:
أتوا [حسبة] إن قيل [جد نحوله ... فلم يبق] من لحم عليه ولا عظم
فعادوا قميصاً في فراش فلم يروا ... ولا لمسوا شيئاً يدل على جسم
طواه الهوى في ثوب سقم من الضنى ... فليس بمحسوس بعين ولا وهم
[٨٨٤- عبد الله بن محمد أبو الصخر]
أديب شاعر ذكره أحمد بن فرج ومن شعره:
ديار عليها من بشاشة أهلها ... بقايا تسر النفس أنسا ومنظرا