للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان مصعب حياً قبل الأربعين وأربعمائة.

[١٣٨٠- مجاهد بن عبد الله العامري أبو الجيش الموفق مولى عبد الرحمن الناصر بن المنصور محمد بن أبي عامر]

كان من أهل الأدب والشجاعة والمحبة للعلوم وأهلها، نشأ بقرطبة وكانت له همة وجلادة وجرأة فلما جاءت أيام الفتنة وتغلبت العساكر على النواحي بذهاب دولة ابن أبي عامر قصد هو فيمن تبعه الجزائر التي في شرق الأندلس وهي جزائر خصب واسعة فغلب عليها وحماها ثم قصد منها في المراكب إلى سردانية جزيرة من جزائر الورم كبيرة في سنة ست أو سبع وأربعمائة فغلب على أكثرها وافتتح معاقلها، ثم اختلفت عليه الأهواء الجند وجاءت أمداد الروم، وقد عزم على الخروج منها طعماً في تفرق من يشغب عليه فعاجلته الروم وغلبت على أكثر مراكبه، فأخبرني أبو الحسن نجبة بن يحيى قال: أنبأنا شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم قال: أخبرنا أبو الفتوح ثابت بن محمد الجرجاني قال: كنت مع أبي الجيش مجاهد [أيام غزاته] سردانية فدخل بالمراكب في موسى نهاه عنه أبو خروب رئيس البحرين فلم [يقبل منه فلما حصل في ذلك المرسى] هبت ريح فجعلت تقذف مراكب المسلمين مركباً مركباً إلى الريف والروم وقوف لا شغل لهم إلا الأسر والقتل للمسلمين فكلما سقط مركب بين أيديهم جعل مجاهد يبكي بأعلى صوته لا يقدر هو ولا غيره على أكثر؛ لارتجاج البحر وزيادة الريح [قال: فيقبل علينا] أبو خروب [وينشد:

بكى دوبل لا أرقأ الله عينه ... ألا إنما يبكي من الذل دوبل]

ثم يقول: قد كنت حذرته من

<<  <   >  >>