للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأترك ما علمت لرأي غيري ... وليس الرأي كالعلم اليقين

وما أنا والخصومة وهي ليست ... تصرف في الشمال وفي اليمين

وقد سنت لنا سنن قوام ... يلحن بكل فج أو ؤجين

وكان الحق ليس به خفاء ... أغر كغرة القلق المبين

وما عوض لنا منهاج جهم ... بمنهاج ابن آمنة الأمين

فأما ما علمت فقد كفاني ... وأما ما جهلت فجنبوني

فلست بمكفر أحداً يصلي ... ولم أجرمكم أن تكفروني

وكنا أخوة نرمي جميعاً ... فنرمي كل مرتاب ظنين

فما برح التكلف أن رمتنا ... بشأن واحد فرق الشؤون

قال الحميدي: وبقي أبو عمر بن سعدي بعد الأربعمائة، وقد رأيت سماعه في بعض الكتب المصرية من أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس المصري سنة تسع وأربعمائة بخط أبي محمد بن النحاس فدل على أنه عاد إلى مصر بعد تلك الرحلة القديمة أيام الفتن الكائنة بالمغرب.

[٣٤٢- أحمد بن محمد بن دراج أبو عمر الكاتب المعروف بالقسطلي]

ودراج كان كاتباً من كتاب الإنشاء في أيام المنصور أبي عامر وهو معدود في جملة العلماء والمقدمين من الشعراء المذكورين من البلغاء، وشعره كثير مجموع يدل على علمه، وله طريقة في البلاغة والرسائل فدل على اتساعه وقوته. وأول ما مدح من الملوك، فالمنصور أبو عامر بن أبي عامر مدبر دولة هشام المؤيد وأول شعر مدحه به فقوله يعارض أبا العلاء صاعد بن الحسن اللغوي بقصيدة أولها:

<<  <   >  >>