مشهور متقدم مبرز حسن الشعر جداً، خبيث الهجاء، وشعره كثير مجموع، وكانت له همة رفيعة.
أخبرني بعض أشياخي عنه: أنه كان يخرج من جزيرة شقر، وهي كانت وطنه، في أكثر الأوقات إلى بعض تلك الجبال التي تقرب من الجزيرة وحده، فكان إذا صار بين جبلين نادى بأعلى صوته يا إبراهيم تموت، يعني نفسه، فيجيبه الصوت، ولا يزال كذلك حتى يخر مغشياً عليه، وكان يأتي بالجزيرة إلى المعالج الذي يبيع الفاكهة فيساومه فإذا سمى له عدداً أو وزناً من ذلك العدد أو الوزن على شرط أنه يختار ما أحب بيده، فمن المستحسن من شعره، على أنه كله حسن، يتغزل:
يا نزهة النفس يا مناها ... يا قرة العين يا كراها
[أما ترى لي] رضاك أهلاً ... وهذه حالتي تراها
فاستدرك الفضل يا أباه ... في رمق النفس يا أخاها
قسوت قلباً ولنت عطفاً ... وعفت من تمرة نواها
توفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، لأربع بقين من شوال منها وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، وفيها قال: