يا شيخنا إن هذا كاذب في تواجده فقال: ومن أين تحققتم كذبه؟ قالوا: لأنه ميز بن الخلق والجديد ولو كان صادقاً ما ميز بينهما.
فقال لهم: اذهبوا إلى ذلك الرجل القاعد فقد حكمته في هذا: قال: فأتوا إلى وهم يمسكونه. فقلت لهم: خلوا عنه فسألوني: فقتل لهم: لا شيء عليه فرجعوا إلى الشيخ وأخبروه فقال لهم: علي به. فأتوا إلي فقالوا: الشيخ يدعوك. فنهضت إليه فقال لي: من أين حكمت أن هذا لا شيء عليه؟ فقلت له: تواجد فوجد فمد يده ليمزق قلبه فلم يصل إليه فمزق ما يليه، فاستحسن ذلك هو من حضره وقال لي أراك أخذت هذا من قول الشاعر:
يدي قصرت عن أن يمزق جيبها ... ولم يك قلبي حاضراً فيمزقا
فقلت له: والله ما سمعت بهذا البيت قط فأخبرني أنه صحب المازرين: هذا بالإسكندرية، وذاك بالمهدية، ثم طلع أبو عبد الله إلى الحجاز في عام واحد، وعشرين ولقي هناك جماعة حدث عنهم بالأندلس ثم صار إلى المغرب فدخل المهدية فلقي بها المازري أبا عبد الله وصحبه وأقام، فقرأ عليه كتاب العلم بفوائد مسلم من تأليفه وسمع عليه وذلك في سنة ست وعشرين.
وفي هذه السنة دخل الأندلس وحدث بها إلى ابن توفى عفا الله عنه.
وأخبرت عن أخيه أبي عمران موسى وكان أديباً حافظاً أنه قال: جدي سعاة هو مولى سعيد بن نصر.
[٣٠٩- محمد بن اليسع]
أديب شاعر في الدولة العامرية ذكره الوزير أبو عامر بن مسلمة وذكر له أبيات سببها أنه كان في داره روضة ورد يهدي بنوره في كل عام إلى العارض أحمد بن سعد فغاب العارض في زمن الورد فقال: